صلاح الأيقونة الإسلامية في نبذ الكراهية في مقاطعة ميرسي سايد
عطفاً على ما جاء في مقالنا الأحد الماضي تحت عنوان "محمد صلاح الأسطورة المصرية المهداة إلى الأمة العربية" جاء في دراسة أعدتها ونشرتها جامعة كامبردج البريطانية رصدت فيها وحللت البيانات الخاصة بجرائم الكراهية في أرجاء المملكة المتحدة، ومن واقع تحليلها لـ15 مليون مشجع كرة قدم في تغريداتهم، أن محمد صلاح بتدينه وعدم تخليه عن الوضوء والصلاة قبل كل مباراة شارك فيها، وسجوده للمولى عز وجل بعد إحرازه أي هدف واختيار اسم مكة لكريمته، مع ارتداء زوجته الحجاب، فضلا عن أدائه المبهر في الأرض الخضراء، وتعايشه مع الآخرين، بأدبه الجم وأخلاقه الحميدة وإحسانه للآخرين، قد أدى إلى تراجع تدريجي لمؤشرات ظاهرة الإسلامو فوبيا التي تعني الخوف من الإسلام والمسلمين وكراهيتها بما يستتبع ممارسة أعمال عدائية ضدهم، بنسبة 19% من جرائم الكراهية ضد المسلمين على مستوى مقاطعة ميرسي سايد التي تتبعها مدينة ليفربول، في حين لم يسجل انخفاض مماثل في الجرائم الأخرى في هذه المقاطعة، ويقول عمدة ليفربول ستيف روثرام في تصريح لإذاعة BBC إن صلاح نجح في محو الفهم الخاطئ للدين الإسلامي وفي معالجة الصورة المغلوطة عن المسلمين، وبذلك فقد قوض ظاهرة الإسلامو فوبيا.كما يقول مقداد فيرسي مساعد الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، إن محمد صلاح بتجسيده قيم الإسلام والتحلي بعقيدته الدينية علنا أمام جمهور من المتعصبين قد قدم حلا بقوته الناعمة عن الإسلام فوبيا، وإنه أفضل سفراء العرب والمسلمين في إصلاح ما أفسده البعض منا وذلك بإعطاء صورة صحيحة عن الإسلام، وما أفسده الإعلام الغربي من تشويه هذه الصورة.
ولع الفرنسيين بصلاحوتردد الحقائق السابقة إحدى القنوات الفضائية الفرنسية، في فيديو بثته قنوات التواصل الاجتماعي وتستشهد في ذلك بالدراسة سالفة الذكر للجامعة البريطانية، وأن جرائم الكراهية قلت في مقاطعة ميرسي سايد، كما قلت المنشورات ضد الإسلام على شبكة الإنترنت بنسبة 50% في مدينة ليفربول وحدها، مبررة ذلك بأن الفرعون المصري اتخذ قدوة حسنة ونموذجاً فريداً للمسلمين والإسلام.وتقول القناة الفضائية الفرنسية في الفيديو سالف الذكر، إن ما نحتاجه في مثل هذه الأوقات رؤية هذا الشاب الرائع صلاح، تملأه السعادة والحب والصداقة ويملأه كل شيء جميل في هذا العالم، لنواجه ما في هذا العالم من كراهية، ولمواجهة ظاهرة الإسلام فوبيا وظاهرة الكراهية.وإنه من الرائع جداً أن يكون لدينا لاعب مثله، ومثل ساديو ماني لاعب فريق ليفربول وقائد فريق السنغال، التي يبلغ عدد سكانها من المسلمين 90%، فهو مسلم يتصرف بطريقة محمد صلاح نفسها، وهو متدين مثله، وقد أصر كلاهما على المشاركة في نهائي دوري الأبطال في شهر رمضان صائمين، لإزالة أي شبهة في استخدام رخصة الإفطار، وقد ترك لهما المدرب الألماني حرية الاختيار في هذا الأمر الذي يتصل بعقيدتهما الدينية، ولأنه مدرب رائع يحب لاعبيه بشدة ويحترمهم أكثر من أي شيء آخر. كما ذكرت القناة الفرنسية أن هناك لاعبين آخرين سفراء للإسلام، مثل مسعود أوزيل، نجولوكانتي، بول بوغبا، وأن هؤلاء اللاعبين جميعا يذكروننا جميعا بأن الإسلام دين سلام ومحبة، ويمكننا جميعاً أن نتعايش في انسجام. دعوة محمد صلاح إلى الكويتلا أعلم ظروف محمد صلاح، أفضل لاعب كرة قدم في العالم، ولا تربطني به صلة سوى أنني مصري مثله حتى النخاع، ومنفتح على الآخر، ولا أعلم ما إذا كان نادي ليفربول الإنكليزي سيوافق على سفر محمد صلاح إلى الكويت فيما اقترحه من دعوته بمعرفة الهيئة العامة للشباب والرياضة أو أحد الأندية الرياضية، لزيارة الكويت والتعرف على شعبها الطيب الكريم، واللعب في مباراة ودية مع أحد الأندية الرياضية بالكويت، للتمتع بأدائه الرائع، فضلا عن سلوكه كنموذج للعربي المسلم في تصرفاته خارج الأرض الخضراء، والتي أذهلت العالم فاعتبره الكثير في الغرب سفيرا فوق العادة لتحسين صورة المسلمين والعرب في الخارج، للتعرف على حقيقة هذا الإنسان الرائع عن كثب، من خلال الالتقاء به في ندوة أو أكثر، وعبر وسائل الإعلام.على مر الزمان كانت الكوارث الطبيعية والأوبئة توحد الناس جميعا وتذيب خلافاتهم، فالموت لا يفرق بينهم جميعا بسبب اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الثراء، فالكل أمام الخطوب سواء ينسون معها خلافاتهم السياسية أو العرقية أو الدينية لمواجهة شبح الموت الذي لا يفرق بين غني وفقير.إلا أن ما حدث في مواجهة الخطر المشترك كان العكس ذلك تماماً، حيث صاحبت جائحة كورونا جائحة الكراهية ضد الوافدين من العرب والمسلمين بوجه عام والمصريين بوجه خاص، ولأن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، حسبما جاء في المادة (29) من الدستور، ولأن العدل والحرية والمساواة دعامات ثلاث للمجتمع الكويتي، حسبما جاء في المادة (7) من الدستور، ولأن العمل أحد مقومات أساسية لكيان الدولة الاجتماعي وللثروة الوطنية حسبما جاء في المادة (16) من الدستور فقد بات ضروريا مواجهة ظاهرة (الوافدو فوبيا) التي يروج لها البعض في قنوات التواصل، بل التنافر الاجتماعي وقد يؤدي انتشار هذه الظاهرة بين الناس البسطاء إلى أعمال عدائية ضد الوافدين، لا سمح الله، فقد أردت بتوجيه الدعوة السابقة إلى محمد صلاح أن يسهم حضوره إلى الكويت في الحد من هذه الظاهرة كما ساهم في الحد من جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين في إنكلترا .وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.