الناصر يترأس وفد الكويت في مجلس وزراء خارجية «التعاون الإسلامي» حول أفغانستان
• دعا للعمل بشكل مشترك لتجنب كارثة إنسانية باتت تلوح في الأفق
• أكد دعم الكويت للنداء الإنساني العاجل الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة
ترأس الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح، وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وفد دولة الكويت المشارك في أعمال الدورة الاستثنائية السابعة عشرة لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي حول الوضع في أفغانستان والتي تنعقد أعمالها اليوم الأحد الموافق 19 ديسمبر 2021 في جمهورية باكستان الإسلامية.وقد ألقى كلمة دولة الكويت خلال أعمال هذا الاجتماع، جاء نصها على النحو التالي «بسم الله الرحمن الرحيممعالي/ عمران خان، رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية،
صاحب السمو الأمير/ فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، وزير خارجية المملكة العربية السعودية،معالي/ شاه محمود قريشي، وزير خارجية جمهورية باكستان الإسلامية،معالي/ حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي،أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية، السيدات والسادة الحضور الكرام،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،بداية يطيب لي أن أعرب عن بالغ الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة – رئيس الدورة الرابعة عشر للقمة الإسلامية على مبادرتها في عقد هذا الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على ضوء الأوضاع الراهنة التي تمر بها أفغانستان، كما أعرب عن خالص الامتنان لجمهورية باكستان الإسلامية الصديقة على ما حظينا به من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وحسن الإعداد والتنظيم لاجتماعنا اليوم، آملاً بأن يساهم لقاؤنا في تعزيز جهودنا المشتركة نحو ما يشهده عالمنا الإسلامي من تحديات استثنائية وتهديدات سياسية وأمنية جسيمة تهدد الاستقرار والأمن في العالم أجمع.كما لا يفوتني تجديد التهاني والتبريكات لمعالي/ حسين إبراهيم طه، على توليه منصب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، متمنياً له مسيرة موفقة في إدارة أعمال منظمتنا العتيدة وتحقيق آمال وتطلعات شعوبنا الإسلامية. السيدات والسادة الحضور،إننا نتطلع بأن يوجه اجتماعنا اليوم رسالة صادقة وجلية وداعمة للشعب الأفغاني الصديق، متضامنة مع معاناته ومتلمسة لأوجاعه جراء ما يشهده من أوضاع إنسانية واجتماعية واقتصادية هشة، ولا شك أن الأحداث الأخيرة في أفغانستان شكلت منعطفاً هاماً يستدعي منا العمل بشكل مشترك وبجهود مضاعفة لتجنب كارثة إنسانية باتت تلوح في الأفق.إن دولة الكويت تعرب عن بالغ القلق إزاء ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في أفغانستان نتيجة التدفق المتنامي والمقلق لعدد النازحين واللاجئين الذي بلغ أكثر من نصف مليون نازح داخلي في عام 2021، فضلاً عن مواجهة ما يقارب 23 مليون شخص لخطر النقص الحاد في الغذاء، يأتي هذا التدهور بالتزامن مع التداعيات السلبية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا وتدني نسبة متلقي اللقاح المضاد للفايروس.وفي هذ السياق تؤكد بلادي دعمها للنداء الإنساني العاجل الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة لحشد المساعدات الإنسانية ودعوة جميع الأطراف الأفغانية للتعاون مع الجهود الإقليمية والدولية العاملة في المجال الإنساني وضمان حق وصولها لتسهيل وتمكين إيصال المساعدات إلى مستحقيها دون عوائق لتخفيف معاناة الشعب الأفغاني، ونأمل أن يشكل اجتماعنا الاستثنائي رافداً لجهود الأمم المتحدة في السعي نحو تحقيق ما يتطلع إليه الشعب الأفغاني الصديق.أصحاب السمو والمعالي،تؤكد دولة الكويت على موقفها المبدئي والثابت والرافض لجميع أشكال العنف والإرهاب، فإننا ندعو كافة الأطراف المعنية لوقف استهداف المدنيين وعدم السماح بأن تكون أفغانستان ملاذاً للتطرف أو للإرهابيين، وضرورة الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية وبالمعايير التي تحكم العلاقات الدولية واحترام مبادئ حقوق الإنسان، بما في ذلك ضمان حقوق الطفل والمرأة الأفغانية لا سيما في العمل والتعليم مما يساهم في استعادة أفغانستان لأمنها واستقرارها، وتوجيه الجهود الدولية وتحويلها من مرحلة الإغاثة إلى مرحلة التنمية وإعادة الإعمار.الحضور الكريم،انسجاماً مع إيماننا الراسخ نحو دعم العمل الإنساني بما يسهم في تعزيز مسار بناء السلام والأمن المجتمعي في أفغانستان، فقد قامت دولة الكويت بتقديم مساعدات إنسانية للشعب الافغاني بلغت قيمتها أكثر من 92 مليون دولار أمريكي، كما ستواصل دولة الكويت التنسيق والعمل الوثيق مع المنظمات الدولية المعنية بالعمل الإنساني خاصة مع دخول فصل الشتاء وما له من تداعيات على الوضع الإنساني والغذائي في أفغانستان.وفي الختام،قبل 41 عاماً، وتحديداً في يناير 1980، عقد اجتماع طارئ إسلامي لوزراء الخارجية في باكستان لمناقشة – كذلك مثل اجتماعنا اليوم، تدهور الأوضاع في أفغانستان، وعليه فإننا نتطلع إلى أن يكون اجتماعنا هذا مفصلياً لتبيان تضامن وقوف الأمة الإسلامية مع أفغانستان، وإيجاد الحلول الناجعة والمستدامة لإيقاف طاحونة العنف التي ما برحت تدر اليأس والظلام بدلاً من الأمل والاستقرار.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».