خيال المآتة" أو "الفزاعّة"، دُمية تُصنع على هيئة إنسان ويضعها المزارعون وسط الحقول، وتعتبر من الأشياء الراسخة في التراث العربي، حيث نسجت حولها الكثير من الحكايات والأشعار والأمثال الشعبية. وفي مصر هناك فنانون كثيرون تناولوا هذه الدمية في أعمالهم التشكيلية، منهم الفنان أحمد نبيل الذي استضافت دار الأوبرا المصرية أخيراً أحدث معارضه تحت عنوان "خيال مآتة"، وسط إقبال كبير من جانب عشاق الفن التشكيلي ونقاده.

وتحت رعاية وزيرة الثقافة المصرية، إيناس عبدالدايم، افتتح رئيس قطاع الفنون التشكيلية، خالد سرور، معرض نبيل الذي يعد إطلالة مهمة على أحدث إبداعاته الفنية، وذلك في قاعة "الباب/ سليم" بساحة متحف الفن المصري الحديث بدار الأوبرا.

Ad

وقال سرور عن المعرض: "يستمر الفنان أحمد نبيل في الغوص بين صفحات الموروث الثقافي الشعبي، هذا الأثير الذي شُغف به وأبحر بين ثناياه الملهمة، ينتقي في كل عمل وفي كل عرض ملمحاً جديداً، وقد استثار مخيلته الإبداعية موظفاً المعنى الراسخ بوجدان المتلقي ليحمل أفكاراً متعددة خارج السياق التقليدي، ولكن في تناغم جمالي وفني يحفظ هذا المعنى ويحفظ معه حقه كمبدع في الخيال والإبداع".

وأضاف سرور: "خيال المآتة" مثير جديد ينتمي بلا شك إلى هذه القرية التي طالما استحوذت بتفاصيلها وعاداتها وثقافتها على الفنان، في حين كتبت ابنة الفنان، رشا نبيل: "هنا في أعمال الفنان يتَبدى خيال المآتة في صورة امرأة تلعب دوراً في الدفاع عما تملك من بيت ومساحة صغيرة من الأرض، تمثِّل لها العالم أجمع، لذا نجدها تقف باسقةً بصلابة".

وأضافت: "تَضج كل لوحة من هذه المجموعة بالتفاصيل العامرة، التي لا تترك مجالاً للعين لكي تستكين أو تستريح، بل تُجبرها على أن تجوب أرجاء العمل بلا كلل أو رتابة. في النهاية ها هن النساء يُشهرهن الفنان بطلات في وجه الحياة، يَزرعهن في الأرض شامخات ثابتات، فهن واهبات الحياة، صانعات الخيال، ساكنات عالم السِحر والجَمال".

يذكر أن نبيل تشكيلي مصري، وُلد في 1 مايو 1937، وحصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة (قسم التصوير) من جامعة حلوان عام 1960، وعلى دبلوم أكاديمية الفنون الجميلة من أكاديمية مايكل أنجلو بفلورانسا إيطاليا في التصوير الجداري عام 1974.

وشغل الفنان وظائف عدة منها أستاذ ورئيس قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، ووكيل كلية الفنون الجميلة لشؤون التعليم (1993)، وشارك في الحركة الفنية بمعارض شخصية وجماعية محلية ودولية، وحاز خلال مشواره جوائز وتكريمات عِدة، وتقتني أعماله العديد من المؤسسات الرسمية والخاصة والأفراد.

أحمد الجمَّال