الكويت والسعودية لكابول: حذار من التحوّل ملاذاً للتطرف والإرهاب
• منظمة التعاون تتفق في اجتماع باكستان على إنشاء صندوق إغاثة إنساني
• «طالبان» تطلب المساعدة لإعادة بناء الاقتصاد وتوفير الطعام لملايين الأفغان
في تعبئة استثنائية وضعت قادة حركة طالبان أمام اختبار دبلوماسي، سعت الدول الإسلامية وفي مقدمتها الكويت والسعودية للتصدي للأزمة الاقتصادية والإنسانية المتصاعدة في أفغانستان، واتفقت على إنشاء صندوق إنساني لإغاثة شعبها المحاصر بين المجاعة الشديدة والتدفق الجديد للاجئين وتصاعد الإرهاب والتطرف.وفي أول وجود له بمؤتمر منظمة التعاون الإسلامي، الذي تستضيفه باكستان ويحضره ممثلون للأمم المتحدة ولمؤسسات مالية دولية وللقوى الكبرى، ومن بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان، طلب القائم بأعمال وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي، المساعدة في إعادة بناء الاقتصاد الأفغاني المدمر، وتوفير الطعام لأكثر من 20 مليون شخص مهددين بالجوع، والضغط على أميركا لرفع العقوبات، لأنها تزيد أزمة اللاجئين وتضر شعبها.وخلال كلمته أمام المؤتمر، وجّه وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ أحمد الناصر، رسالة دعم لأفغانستان وشعبها، في مواجهة المعاناة والأوجاع جراء الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية الهشة، مشدداً على أن الأحداث الأخيرة شكلت منعطفاً مهماً يستدعي العمل بشكل مشترك وبجهود مضاعفة، لتجنب كارثة إنسانية باتت تلوح في الأفق.
وجدد الناصر موقف الكويت المبدئي الثابت والرافض لجميع أشكال العنف والإرهاب، ودعوتها كل الأطراف المعنية لوقف استهداف المدنيين وعدم السماح بأن تكون أفغانستان ملاذاً للتطرف أو للإرهابيين، وضرورة الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية ومعايير العلاقات الدولية واحترام مبادئ حقوق الإنسان، بما في ذلك ضمان حقوق الطفل والمرأة، لاسيما في العمل والتعليم، مما يساهم في استعادة أفغانستان لأمنها واستقرارها، وتوجيه الجهود الدولية وتحويلها من مرحلة الإغاثة إلى مرحلة التنمية وإعادة الإعمار.وأعرب عن قلق الكويت البالغ إزاء ما آلت إليه الأوضاع بأفغانستان، نتيجة التدفق المتنامي والمقلق لعدد النازحين واللاجئين، الذي بلغ أكثر من نصف مليون نازح داخلي في 2021، فضلاً عن مواجهة ما يقارب 23 مليون شخص لخطر النقص الحاد في الغذاء. بدوره، شدد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، على أن الانهيار الاقتصادي في أفغانستان سيؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، معتبراً أن محاربة الإرهاب تشكل أولوية قصوى، وأن سلطة الأمر الواقع مسؤولة عن مكافحته وعدم تحول البلاد إلى بؤرة له.وأعلن بن فرحان إقامة جسر جوي وبري سعودي لأفغانستان، بالتعاون مع مركز الملك سلمان، محذراً من «أزمة إنسانية خطيرة ومعاناة طويلة، بعد سنوات من عدم الاستقرار».وعبر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين طه، عن «الموقف الإسلامي الداعي إلى سيادة أفغانستان ووحدتها وسلامة أراضيها»، لافتاً إلى أن «دور الأعضاء في تقديم المساعدة الإنسانية أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث أدى الوباء إلى تفاقم التحديات القائمة».وفي كلمته الافتتاحية، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان «إذا لم يتم اتخاذ إجراء فوري فستواجه أفغانستان فوضى»، لافتاً إلى أزمة اللاجئين وتزايد العنف من تنظيم داعش.وإضافة إلى المساعدة المباشرة، تحتاج أفغانستان إلى توفير استقرار اقتصادي على المدى البعيد. ويتوقف الكثير على مدى استعداد واشنطن لرفع العقوبات الاقتصادية ضد زعماء طالبان، التي جعلت مؤسسات وحكومات كثيرة تتجنب التعامل المباشر مع حكومتهم.