غداة مقتل سوداني وإصابة 125 خلال التظاهرات الحاشدة في الذكرى الثالثة لإطاحة نظام الرئيس المعزول عمر البشير ورفض هيمنته على السلطة، واصل الجيش السوداني إغلاق الجسور المؤدية إلى وسط العاصمة الخرطوم، مكرراً التزامه بالخيار الديموقراطي.

وفي حين دعا تحالف قوى الحرية والتغيير إلى استمرار التصعيد ضد هيمنة العسكريين على السلطة وإلى تظاهرات جديدة في 25 و30 الجاري، واصلت قوات الأمن إغلاق بعض الجسور التي تربط بين وسط العاصمة الخرطوم مع أم درمان (غرب) وبحري (شمال)، لتفادي وصول المحتجين مجدداً إلى محيط القصر الرئاسي ومقر وزارة الخارجية والقيادة العامة للقوات المسلحة، ومعظم الوزارات والمؤسسات الحيوية.

Ad

وكرر المتحدث باسم الجيش السوداني العميد إبراهيم أبوهاجه، في تصريح وزع على الصحافيين بالخرطوم أمس، التزام القوات المسلحة بالخيار الديموقراطي، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وقالت لجنة الأطباء المركزية (نقابة الأطباء)، في بيان، إن «مجذوب محمد أحمد، 28 سنة» قتل «الأحد برصاص حي في الصدر جراء القمع الوحشي الذي تعرضت له منطقة شرق النيل بالخرطوم»، موضحة أنها «تأخرت في اعلان مقتل المتظاهر التزاما بالمعايير التي تلتزم بها للتقصي والتأكد من التفاصيل».

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة ليل الأحد- الاثنين أن «123 شخصاً أصيبوا في الخرطوم وجرح اثنان في كسلا»، خلال الاشتباكات في محيط القصر الجمهوري بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت الغازات المسيلة للدموع بكثافة لتفرقة المحتجين، مضيفة أن الإصابات نجمت عن اختناقات بالغاز مما تطلب نقل المصابين إلى المستشفى.

وخرجت حشود ضخمة من السودانيين، أمس الأول، لشوارع العاصمة للمطالبة بحكم مدني ديموقراطي، بعد قرابة ثلاثة أشهر من انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الذي قاده قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان وأطاح بالشركاء المدنيين في الحكم. وهتف المحتجون ضد قائد الجيش مرددين «الشعب يريد إسقاط البرهان».

وحاول آلاف المحتجين الاعتصام أمام البوابة الجنوبية للقصر الجمهوري محيط القصر الرئاسي، وبادروا إلى تعليق مكبر للصوت، لكن قوات الأمن سارعت في تفريقهم ومنعهم بإطلاق القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع.