منى الشمري
عرفتها من الكاتبات اللواتي يمتلكن شجاعة أدبية، وجريئة فيما تكتب منذ ثمانينيات القرن الماضي... وقد اكتسبت خبرة طويلة في تعاملها مع الكلمة التي اتسمت بكمٍّ معرفي ومليء بالثراء الثقافي، مما يؤكد أن منى الشمري قد كونت صداقة وطيدة مع الكتاب، والقراءة:انتهيت - قبل كتابة هذا المقال - من قراءة روايتها "لا موسيقى في الأحمدي"، وهي رواية وصفية ترويها المؤلفة، وليست حوارية تدور أحداثها على ألسنة شخوصها، نقلتني فيها منى إلى عوالمٍ لا يتمكن من تصوير مفرداتها إلا من كان متمكناً، فالمؤلفة جعلت معظم أحداث روايتها تدور بين الأحمدي والفحيحيل، وتنتقل إلى مناطق أخرى، كالجزيرة العربية، وعمان... وكونت علاقات مع أنماط بشرية مختلفة، فإيلين الإنكليزية أدخلت - بطلتنا - إلى عالم الموسيقى الكلاسيكية، وصارت تسمع موزارت وبيتهوفن، ليس هذا فحسب، بل ذهبت الشابة المسلمة - شبه البدوية - مع صديقتها إلى الكنيسة لتشهد صلاة المسيحيين... ونفس البطلة تشارك صديقتها الشيعية - زينب - في الذهاب معها إلى الحسينية ليلة العاشر من محرم، لتشارك في طقوس الاحتفالات المأسوية لمقتل الإمام الحسين... ثم إن بطلتنا تعيش مع جدها المتدين، الذي يسعى إلى تزويجها من ابن إمام المسجد الذي يصلي فيه، ولكنها تحب سيف، وهو من سلطنة عمان.
أنهيت فصول الرواية السبعة، ومن الصعب تلخيصها في هذا المقال... ولكن أثار انتباهي ما ورد في صفحة 111، حيث وجدتُ تصويراً للزوجة الأولى، وهي تصف علاقتها بزوجها بعد الزواج الثاني:**** "أنظر لحمد وكأني لا أعرفه ولم أنجب منه البنات الثلاث، برغم أني أفهمه جيداً، في الليلتين اللتين ينام فيهما عندي يؤدي واجبه الزوجي ليس بدافع اللهفة، أو الشوق، وإنما من باب إعطاء كل ذي حقٍ حقه، علاقة تسد جوعاً مثل الطعام الرديء، أو البائت، حين نكون جوعى، نأكله بارداً دون أية متعة، الزواج دون حب دواء مُر، لا يوقد مشاعر، لقاء يُطفئ الجوع الحيواني... صرت أعرف أني سأظل قطعة مهملة في عينهِ. بينما عندما يرى عروسه الجديدة كلما مرت أمامه مفتوناً بها، بحديثها، بضحكتها، مثل طفلٍ مخبول".***هناك رواية أخرى لمنى الشمري لم أقرأها بعد... لكن ما قرأته من رواياتٍ في زيارتي الأخيرة للكويت يُبشر بأن الرواية في الكويت بخير... إذا ما تشكلت لجان تقييم، تقوم بتنظيف الساحة الأدبية من الأدعياء!