مع وصول العلاقات إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، أعربت الصين عن عدم خشيتها من المواجهة مع الولايات المتحدة، لكنها رحبت في الوقت نفسه بالتعاون إذا كان يصب في مصلحة الطرفين، مشيرة من ناحية أخرى إلى أن صداقتها مع​ روسيا لن تضعف بغض النظر عن تغير الوضع الدولي.

وفي كلمة ألقاها خلال ندوة جرت أمس، حول «تطوير الدبلوماسية الصينية في ظروف الوضع الدولي» في بكين، قال وزير الخارجية الصيني وانغ، «المشكلات في العلاقات تعود إلى سوء تقدير استراتيجي من الجانب الأميركي، وإذا حدثت مواجهة، فإن الصين لن تخشى ذلك وستقاتل للنهاية، ولا ضرر من المنافسة لكنها يتعين أن تكون إيجابية للطرفين».

Ad

وتدهورت العلاقات بين البلدين بسبب مجموعة من الخلافات بينها منشأ جائحة «كورونا» والتجارة وحقوق الإنسان وضغوط بكين على تايوان.

صداقة روسيا

من ناحية أخرى، أكد ​وزير الخارجية​ الصيني وانغ يي، أنه «بغض النظر عن تغير الوضع الدولي فإن الصداقة بين روسيا والصين التي تنتقل من جيل إلى جيل آخر، لن تضعف، ولن يتغير الهدف لتطوير التعاون المفيد للطرفين، ولن يتلاشى العزم على حماية العالم».

وأشار يي إلى أن العلاقات الروسية - الصينية بعد اجتيازها لاختبارات مختلفة، أصبحت نموذجاً لتعاون الثقة الاستراتيجي المفيد للطرفين بين الدول الكبرى، مشدداً على أن روسيا والصين اليوم «متحدتان مثل صخرة».

على صعيد آخر، قال وزير الخارجية، إن الصين لن تسمح لأحد باستخدام تايوان لمصالحه الأنانية، وهي واثقة من أن الجزيرة تشبه «الضال الذي سيعود في نهاية المطاف إلى وطنه». وأضاف: «تايوان تشبه الضال، الذي سيعود إلى الوطن في نهاية المطاف. لا ينبغي السماح للآخرين باستخدامه لمصلحتهم كقطعة شطرنج».

وشدد الوزير على أن الصين «يجب أن تكون موحدة وستكون بالتأكيد كذلك».

وأضاف أن مبدأ «الصين الواحدة» يتعرض للتهديد. وقال إن الوضع في مضيق تايوان، لا يزال متوتراً، وتتعمد الولايات المتحدة والعديد من الدول المنفردة الأخرى «استخدام تايوان لكبح الصين».

وقال يي، وهو رئيس سابق لمكتب شؤون تايوان في الصين، إن سبب التوتر الحالي هو محاولات حكومة تايوان «الاعتماد على الولايات المتحدة من أجل الاستقلال، وإن الولايات المتحدة ودول أخرى تحاول استخدام تايوان للسيطرة على الصين».

وأوضح أن «هذه التصرفات المنحرفة هي التي غيّرت الوضع وقوضت السلام في مضيق تايوان، منتهكة ما أجمع عليه المجتمع الدولي والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية».

الكتاب الأبيض

من ناحية أخرى، أصدر مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني، أمس، كتاباً أبيض بعنوان «هونغ كونغ: التقدم الديموقراطي في إطار دولة واحدة ونظامان».

ويستعرض الكتاب الأبيض بشكل شامل أصل وتطور الديموقراطية في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، وكذلك مبادئ وموقف الحكومة المركزية.

وذكرت «وكالة أنباء الصين الجديدة» الرسمية (شينخوا) أن الكتاب الأبيض جاء فيه أنه في ظل الحكم الاستعماري البريطاني، لم تكن هناك ديموقراطية في هونغ كونغ.

وأشار إلى أنه بعد استعادة ممارسة السيادة، نفذت الحكومة الصينية المبدأ الأساسي المتمثل في «دولة واحدة ونظامان» وأقامت الديموقراطية في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة.

هونغ كونغ

في غضون ذلك، رحبت الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام، أمس، بنتيجة الاقتراع المحلي المخصص للمرشحين «الوطنيين» الموالين لبكين، رغم انخفاض نسبة المشاركة بشكل غير مسبوق.

وأدلى 30 في المئة من الناخبين بأصواتهم أمس الأول لاختيار ممثليهم في المجلس التشريعي للمدينة، إذ يتم انتخاب عدد قليل منهم بالاقتراع العام بموجب قواعد جديدة فرضتها بكين ولا يمكن أن يترشح لها سوى «الوطنيين» الموالين للصين.

وتعد نسبة الإقبال هذه أدنى معدل مشاركة على الإطلاق منذ إعادة المملكة المتحدة هونغ كونغ إلى كنف الصين عام 1997، وحتى منذ أول انتخابات بالاقتراع المباشر لأعضاء المجلس التشريعي عام 1991.

لكن لام دافعت عن النظام الانتخابي الجديد وقللت من أهمية الامتناع الكبير عن التصويت.

وقالت في مؤتمر صحافي: «عادت هونغ كونغ إلى المسار الصحيح، المتمثل في دولة واحدة ونظامان». أضافت «لا يمكننا نسخ ولصق النظام أو ما يسمى بالقواعد الديموقراطية للدول الغربية» مضيفة أنه تم الآن القضاء على العناصر «المعادية للصين» وبسط الاستقرار السياسي.

كما تحدثت وسائل الإعلام الحكومية الصينية، من جانبها، عن النجاح الباهر للانتخابات.

واعتبرت «شينخوا»، أن التصويت فند «أكاذيب القوى الخارجية، بينما أظهر الإرادة الحقيقية لشعب المدينة الصينية».

وتوجهت لام إلى بكين في وقت لاحق أمس، للاجتماع مع القادة الصينيين، على خلفية تكهنات حول سعيها لتجديد ولايتها في مارس وما إذا كانت القوة الشيوعية ستدعمها.

ودانت بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، في بيان مشترك، انتخابات المجلس التشريعي المخصص «للوطنيين»، وقالت إن القوانين الجديدة التي فرضتها بكين وقلّصت عدد الأعضاء المنتخبين بالاقتراع المباشر وجعلت الترشح مقتصراً على موالين لها، «ألغت» المعارضة.