«الكرملين» يلوح بنشر «النووي» في بيلاروس وليتوانيا تعرض أسلحة فتاكة على أوكرانيا

سوليفان يبحث ضمانات بوتين... وموسكو تحذّر من عدم الاستجابة

نشر في 21-12-2021
آخر تحديث 21-12-2021 | 00:03
نصب منظومة صواريخ إسكندر خلال تدريب للجيش الروسي بجمهورية بورياتيا أمس	 (وزارة الدفاع)
نصب منظومة صواريخ إسكندر خلال تدريب للجيش الروسي بجمهورية بورياتيا أمس (وزارة الدفاع)
لم تستبعد روسيا، أمس، إمكانية قيامها بنشر أسلحة نووية في بيلاروس، في حال قيام حلف شمال الأطلسي (الناتو) بنشر هذه الأسلحة في بولندا، وحذرت مجدداً من رد عسكري ما لم يكن هناك تحرُّك سياسي لمعالجة مخاوفها.

وخلال موجز صحافي، علّق المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف على إعلان مينسك أنها ستعرض على روسيا نشر أسلحتها النووية في بيلاروس، في حال قيام حلف شمال الأطلسي بنشرها في الأراضي البولندية: «ليس سراً على أحد أن نشر أسلحة مختلفة قرب حدودنا قد يمثّل تهديدا لنا سيتطلب اتخاذ تدابير متناسبة من أجل إعادة توازن الوضع».

وذكر بيسكوف أنه من السابق لأوانه تقييم رد الدول الغربية على مقترحات موسكو المتعلقة بضمانات الأمن. وقال المتحدث باسم «الكرملين»: «لقد سمعنا أقوالا عن مصادر مختلفة حول وجود استعداد لمناقشة (هذا الموضوع)، ولعل ذلك يمكن اعتباره عاملا إيجابيا. لكن أي جواب محدد لم يأت بعد، لذا فمن المبكر إصدار أي تقييمات».

وفي حين أعلن «الكرملين» أن مساعد الرئيس الروسي يوري أشاكوف ومستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان بحثا هاتفيا الضمانات الأمنية، وتبادلا الآراء بشأن المقترحات الروسية بشكل مهني وواقعي، عرض وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوسوسكاس تسليم «أسلحة فتاكة» لأوكرانيا، في ظل مع استمرار الاشتباكات في إقليم دونباس الانفصالي الموالي لموسكو.

وفي أعقاب قمة «مثلث لوبلين» في مقر «سينيغورا» الحكومي، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن نظيريه البولندي أندجي دودا والليتواني غيتاناس ناوسيدا أكدا دعمهما لتطلع أوكرانيا للحصول على عضوية «الناتو»، داعياً إلى فرض «عقوبات استباقية» ضد روسيا.

وحذر دبلوماسي روسي في فيينا من أن طبيعة العلاقات بين موسكو وحلف الأطلسي وصلت إلى «لحظة حاسمة». وقال: «يجب أن يكون النقاش جادا، وأن يفهم الجميع أنه على الرغم من قوتهم ونفوذهم فإنه يجب اتخاذ إجراء سياسي ملموس، وإلا فسيكون البديل ردا عسكرياً من روسيا».

والأسبوع الماضي كشفت موسكو، التي أثارت قلق الغرب بحشد قواتها بالقرب من أوكرانيا، عن قائمة من الطلبات الأمنية التي تريد التفاوض بشأنها، منها تعهّد حلف شمال الأطلسي بالتخلي عن أي نشاط عسكري في شرق أوروبا وأوكرانيا. وقالت واشنطن إن بعض المقترحات الروسية غير مقبولة، لكنها سترد في وقت ما هذا الأسبوع بمقترحات أكثر تحديدا حول شكل أي محادثات.

وقال نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، إن موسكو لم تتسلم حتى الآن أي رد من الولايات المتحدة، وأضاف، في حديث بمجلس الدوما: «ننطلق من حقيقة أن زملاءنا الأميركيين يدركون جيداً أن الوضع معقد ومتوتر للغاية، ومن المهم هنا اتباع مسارات مسؤولة، ويجب العمل على أساس القاعدة التي اقترحناها وفقا لتعليمات الرئيس فلاديمير بوتين، وأعتقد أنهم سيحاولون تحويل ذلك إلى عملية بطيئة، لكننا نحتاج إلى أن تكون عاجلة، لأن الوضع صعب جدا وخطير وقد يصبح أكثر تعقيدا».

وأوضح ريابكوف أن موسكو تنطلق من أن واشنطن، تدرك مدى صعوبة الوضع في المجال الأمني، وضرورة العمل على أساس المقترحات الروسية. وشدد على أن المناقشات حول رفع روسيا لمستويات الرهان بشأن القضايا الأمنية، تشير إلى نقص الإرادة السياسية للعمل في هذا المجال.

ولفت ريابكوف إلى أن عدم وجود رد فعل حتى لو كان سلبيا على المقترحات الروسية، يكشف الخط الذي تنتهجه الولايات المتحدة عمدا، بشأن استمرار الأزمة في العلاقات.

back to top