انتخابات هونغ كونغ المزورة
![ذي دبلومات](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1616610621333007000/1616610658000/1280x960.jpg)
لكن رغم التهديد باتخاذ إجراءات قانونية بحق الناس، تتراجع رغبة سكان هونغ كونغ في المشاركة في هذه "الانتخابات المُحَسّنة"، فقد قرر أكثر من ثلث الناخبين عدم التصويت، ولم يتخذ ربعهم قراره النهائي بعد، بذلت حكومة كاري لام جهوداً مكثّفة في اللحظة الأخيرة لتشجيع المواطنين على الذهاب إلى مراكز الاقتراع في يوم الاستحقاق الانتخابي، لكن تزيد قناعة الناس بتزوير الانتخابات كلما أصرّ المسؤولون على مشاركتهم.وبما أن المشاركة في التصويت ستكون مرادفة لدعم نظام التزوير، بدأ سكان هونغ كونغ الداعمون للديموقراطية يشجّعون بعضهم على القيام بنشاطات أخرى في يوم الانتخابات، فيتكلم مستخدمو الإنترنت مثلاً عن الاستفادة من عروض النقل العام المجاني في ذلك اليوم للذهاب في عطلة، أو التصويت لأفضل أغنية كانتونية أو مغنّ أو فرقة موسيقية خلال حفل الجوائز السنوي الذي تستضيفه إذاعة محلية. باختصار، يستعد عدد كبير من الناخبين في هونغ كونغ للامتناع عن التصويت كشكلٍ من الاحتجاج. تحاول السلطات في بكين وهونغ كونغ تأمين أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات لإثبات استمرار الوضع الطبيعي في المدينة، لكنها لا تستطيع الاعتراف بأن خطتها الانتقامية ضد القوى الداعمة للديموقراطية أنتجت ظروفاً محرجة تضمن تراجع نسبة المشاركة في الانتخابات، وكلما أصرّت هذه الجهات على استعمال الحِيَل لتشجيع الناس على التصويت، زادت قناعة الناخبين في هونغ كونغ بحصول تلاعب في الانتخابات.لقد تحوّل هذا الاستحقاق الانتخابي إلى اختبار آخر للمقاومة في هونغ كونغ، فبعدما اضطرت معظم الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني الداعمة للديموقراطية للتفكك، ستكون نسبة المشاركة في الانتخابات وعدد الأصوات الاحتجاجية من أبرز المؤشرات على توجّهات سكان هونغ كونغ في هذه الحقبة التي تفتقر فيها المدينة إلى زعيم حقيقي، فهل ستبقى نزعة الشعب إلى التمسك بقيم الحرية والديموقراطية قوية بقدر ما كانت عليه في عام 2019؟