منصور عباس: إسرائيل دولة يهودية وستبقى كذلك
قادة كنائس القدس: جماعات راديكالية تطرد المسيحيين من الأراضي المقدسة
بعد أيام من انضمامه إلى جوقة المدافعين عن المستوطنين ورفض اتهامهم المطلق بالإرهاب، تبنى رئيس القائمة الموحدة في الكنيست الإسرائيلي منصور عباس أمس «قانون القومية» العنصري، معتبراً أن «إسرائيل دولة يهودية وستبقى كذلك» بحكم الأمر الواقع. وتجاهل عباس، المحسوب على تيار الإخوان المسلمين، تاريخ فلسطين والنكبة والتهجير، وقال، خلال «مؤتمر إسرائيل للأعمال» وسط تصفيق حاد من الحاضرين: «الشعب اليهودي قرر أن يقيم دولة. هكذا وُلدت، وهكذا ستبقى، ونحن واقعيون. ولا أريد أن أوهم أي أحد»، لافتاً إلى أن «السؤال ليس ما هي هوية الدولة، وإنما ما هي مكانة المواطن العربي فيها». والقانون العنصري، الذي تبناه عباس، ينص على أن «إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي»، ولا يمنح أي مكانة للعرب، ويرفض حق تقرير المصير للفلسطينيين، وباسمه مارست الحكومات الإسرائيلية، بما فيه الحالية التي يشارك فيها، التمييز الصارخ في معظم المجالات، وبشكل خاص في سياسة هدم البيوت، خصوصاً في النقب حيث مخزون الأصوات التي أوصلته إلى الكنيست.
وتصريح عباس هو استمرار لنهجه «الواقعي»، الذي دفعه الخميس الماضي، إلى جوقة اليمين الإسرائيلي في الدفاع عن إرهاب المستوطنين واعتداءاتهم المتصاعدة على الفلسطينيين وأملاكهم، رافضاً تعميم وزير الأمن الداخلي عومير بار ليف هذه الظاهرة على أي جمهور، سواء من المستوطنين أو الحريديين أو العرب. وقارن عباس بتصريحه هذا بين إرهاب المستوطنين بتشجيع من دولة الاحتلال، وبين الجريمة في المجتمع العربي التي هي نتيجة سياسة عنصرية وتقاعس الشرطة. إلى ذلك، حذّر القادة المسيحيون في الأراضي المقدسة من أن مجتمعاتهم مهددة بالطرد من المنطقة من الجماعات الإسرائيلية المتطرفة، ودعوا إلى الحوار بشأن الحفاظ على وجودهم.وكتب الأب فرانشيسكو باتون، حارس الأراضي المقدسة بالكنيسة الكاثوليكية وحارس الأماكن المقدسة المسيحية في الأراضي المقدسة، في مقال بصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية: «وجودنا مزعزع ومستقبلنا في خطر»، وفي السنوات الأخيرة، أصبحت حياة العديد من المسيحيين «لا تطاق بسبب الجماعات المحلية الراديكالية ذات الأيديولوجيات المتطرفة».وأضاف: «يبدو أن هدفهم هو تحرير البلدة القديمة في القدس من الوجود المسيحي، حتى الحي المسيحي»، مشيراً إلى تدنيس وتخريب مواقع مقدسة، بما في ذلك كنائس، وارتكاب جرائم ضد قساوسة ورهبان ومصلين. وكتب باتون أنه بينما كان المسيحيون يشكلون 20 في المئة من سكان القدس، فإن نسبتهم اليوم تبلغ أقل من 2 في المئة. ووجه نداء إلى العالم للحصول على الدعم «حتى نتمكن من الاستمرار في الحفاظ على التنوع الثري لهذه الأرض المقدسة».