دخلت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، منعطفا خطيرا يكرس أزمتها، إذ بشر الانشطار بين بقايا الجماعة في الخارج، إلى جماعتين واحدة في تركيا، وأخرى في بريطانيا، تتبادلان الاتهامات، بمستقبل غامض للجماعة السياسية التي تأسست في مصر عام 1928، وتعد واحدة من أبرز الظواهر السياسية، لكن عددا من المتخصصين أجمعوا على أن استمرار الأوضاع في مسارها الحالي قد يؤي إلى تهاوي الجماعة إلى الأبد.إعلان جبهة محمود حسين اختيار القيادي الإخواني مصطفى طلبة، مرشدا جديدا بديلا عن إبراهيم منير، الذي يقود جبهة لندن، جاء كالقشة التي قصمت ظهر الجماعة، والتي انشطرت إلى جماعتين متناحرتين، في وقت يقبع معظم قياداتها في السجون المصرية، بعد خسارة مواجهة شديدة القسوة والعنف مع الدولة المصرية، عقب إطاحة ثورة يونيو 2013 نظام الإخواني محمد مرسي، وهي سلسلة من الأحداث قادت لخسارة الإخوان قدرتهم التنظيمية. وعلى خلفية الصراع المتفجر مؤخراً، توقع مؤسس الجبهة الوسطية لمكافحة التطرف، صبرة القاسمي، أن تكون الأحداث الأخيرة بداية النهاية لتنظيم الإخوان، ليس في مصر فقط بل العالم، لأن الصراع بين الجبهتين الإخوانيتين سيستمر، خصوصا في ملف التعامل مع الحكومة المصرية، إذ ترى جبهة تركيا الاستمرار في التصعيد، فيما ترى جبهة لندن أن الأمور حسمت، وأن الاستمرار في نهج التصعيد عبث. «أرى أن التنظيم يتهاوى... واسم الإخوان سيختفي»، هكذا قال الباحث في الشؤون الإسلامية سامح عيد، لـ «الجريدة»، وتابع: «لدي أسبابي للوصول لهذا الرأي، فنحن أمام أكبر انشقاق وانقسام في تاريخ الجماعة، وهو الأخطر في تاريخها أيضًا، فعلى الرغم من مرور الجماعة بالكثير من الانشقاقات منذ أيام المؤسس حسن البنا، فإن الانشقاقات كانت تأتي من مجموعة بعيداً عن رأس التنظيم، وهو ما يحدث الآن».
وتابع عيد: «يتميز هذا الانقسام بأنه أفقي ورأسي، كما أنه علني ومستدام، فنحن نرى مستويات غير مسبوقة من تبادل الاتهامات القاسية بالخيانة، ويخرج علينا إبراهيم منير ليتحدث عن مخاوفه من الاغتيال، والقيادي محمد أسامة يردد كلاما شديد القسوة ضد محمد حسين، بينما أركان البيعة تتهاوى، فنجد القيادي عصام تليمة يقول إنه لو خرج البنا من قبره فلن يبايعه».وتوقع عيد أن يتهاوى تنظيم الإخوان في الفترة المقبلة، قائلا: «اسم الإخوان سيختفي في المدى المتوسط، لأن الجيل القيادي الحالي ينتهي، والجماعة ستنشطر إلى جماعات ومعها ينتهي اسم الإخوان، لكن أيديولوجية الإسلام السياسي لن تتأثر، لأن الوجدان العربي والمصري تم التلاعب به على مدار أربعة عقود، ومن الصعب تحريك هذه الأفكار في سنوات قليلة، لذا نحتاج إلى فترة من الوعي، وإرادة سياسية، وأمور أخرى كثيرة».
دوليات
«الانشطار» يفتح باب طي صفحة «الإخوان» في مصر
22-12-2021