«الاقتصادية» ناقشت الاقتصاد الرقمي: لا مفر منها
• نبيل العبيدي: يعتبر أحد المحركات الأساسية... وما يحدث على الإنترنت لمصلحة الإنسان
• قصي الشطي: عدم وجود قياس ومؤشرات أداء وإطار وطني من العوامل الحرجة لـ «الرقمي»
الاقتصاد الرقمي ضرورة لا مفر منها، إذ لا توجد دولة في العالم لا تتمتع باقتصاد رقمي مع تفاوت نسبة وجوده في الدول، وهو ما أكد عليه خبراء في التكنولوجيا خلال ندوة أقامتها الجمعية الاقتصادية، أمس الأول، تحت عنوان "الاقتصاد الرقمي". وتطرق المتخصصون المشاركون في الندوة إلى تفاصيل ذلك الاقتصاد ومكوناته وكيفية استغلاله للتطور والتقدم الاقتصادي في ظل وجود التكنولوجيا.ومن بين هؤلاء، قال الباحث والمستشار في التكنولوجيا الرقمية نبيل العبيدي، إن العالم كما نعرفه يتغير باستمرار، وأحد المحركات الأساسية هو التحول الرقمي، الذي يتعلق باستخدام أحدث التقنيات للقيام بما تقوم عليك لكن بشكل أفضل، وهو ليس التحول الرقمي عن الإنترنت.
وأعرب العبيدي عن اعتقاده بأن ما يحدث على الإنترنت هو لمصلحة الإنسان، لا كما يقال عن هذه الشبكة بأنها ضررٌ كبير عليه، فهناك بعض الدول تسخّر تكنولوجيا المعلومات أي تتركها بمتناول اليد للجميع.وأضاف أن الاقتصاد الرقمي هو نشاط اقتصادي ينتج عن مجموعة من الاتصالات اليومية عبر الإنترنت بين الأفراد والأجهزة والبيانات والعمليات الخدمية، مما يعني تزايد الترابط بين الناس والمنظمات والآلات التي تنتج عن الإنترنت وتكنولوجيا الهاتف الذكي المحمول وإنترنت الاشياء.وذكر أن للاقتصاد الرقمي تخصصات ستكون مطلوبة مستقبلاً كالطاقة البديلة والمتجددة والروبوتات والذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز، وعلوم للبيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء والطباعة ثلاثية الأبعاد وأمن الشبكات والابتكار الاجتماعي ووالتعليم الإلكتروني، وهناك بعض الاتجاهات الرئيسية التي سنشهد صعودها في الاقتصاد الرقمي (الاقتصاد التشاركي، تكنولوجيا blockchain، التغيرات في التصنيع الطباعة ثلاثية).
الاقتصاد التشاركي
وزاد العبيدي أن الاقتصاد التشاركي نظام اقتصادي يتم فيه تقاسم الأصول أو الخدمات بين الأفراد عن طريق الإنترنت، ويتم استخدامه عندنا يكون سعر الأصل مرتفعاً ويكون الأصل غير مستغل.وأوضح أنه تم بناؤه على فكرة أنّ مشاركة سلع وخدمات ومهارات معينة، يعني إذا كنت تحتاج فقط إلى استخدام شيء مرة واحدة في العام، فمن الأرخص بكثير أن تدفع ٣٠ ديناراً لاستئجار مرة واحدة بدلاً من صرف 1000 دينار أو أكثر لمدة عام مقال خدمة لمرة واحدة.واستعرض الكثير من الأمثلة من مواقع الاقتصاد التشاركي مثل: Airbnb: سوق مجتمعي للأشخاص لإدراج واكتشاف وحجر أماكن إقامة فريدة حول العالم عبر الإنترنت. Hipcamp: خدمة سفر عبر الإنترنت مصممة لمساعدة الأشخاص على اكتشاف تجارب التخييم وحجزها في المزارع وكروم العنب والمحميات الطبيعية والمواقع العامة، وهو يربط مالكي الأراضي الذين يرغبون في إبقاء أراضيهم غير مستغلة مع المعسكرات المسؤولة وذات العقلية البيئية.couchsurfing: يربط المسافرين بشبكة عالمية من الأشخاص المستعدين لمشاركة الحياة بطرق عميقة وذات مغزى، مما يجعل السفر تجربة اجتماعية حقيقية، إذ يفتح المضيفون منازلهم للمسافرين دون مقابل، ويعززون التبادل الثقافي والاحترام المتبادل.cohealo: تساعد cohealo الأنظمة الصحية على مشاركة المعدات الطبية عبر المرافق حتى تتمكن من تحسين الإنفاق وتسريع لتدفق النقدي وتحسين الوصول إلى الرعاية. يجمع حلها بين منصة تقنية وتحيلات ودعم لوجستي لإتاحة المعدات الطبية عند الطلب.lyft: هي شبكة لمشاركة الركاب تتطابق مع السائقين والركاب الذين يطلبون "المشاوير" عبر تطبيق الهاتف الذكي يدفع الركاب تلقائياً من خلال التطبيق. وتسلط الشركة الضوء على خدماتها عالية الجودة، والسائقين الفوريين عند الطلب، والأسعار المعقولة كمزايا تنافسية.blockchain: تقنية "دفتر الأستاذ" الرقمية التي تسمح بتتبع المعاملات بطريقة موزعة وموثوق بها، تقوم هذه التكنولوجيا على نظام الند للند، أي يتم إجراء المعاملات بين مستخدمي هذه التكنولوجيا بدون أي وسيط. وهي تكنولوجيا لا مركزية أي لا يوجد من يتحكم بالعمليات التي تتم من خلالها، فلا توجد هيئات حكومية مثلاً مسيطرة على مجريات الأمور بها، ولا حتى شركات تدير وتنظم العمل بها، فهي تكنولوجيا تشفيرية أي أن البيانات التي يتم تناقلها أو الأموال التي يتم تداولها من خلالها تكون مجهولة المصدر بالنسبة للمتتبع وهي ليست مجهولة بين المرسل والمرسل إليه.وهناك أهم 9 تطبيقات لتقنية البلوك تشين تستخدم في مجال العملات الرقمية cryptocurrencies، العقود الذكية smart contracts، ومجال الرعاية الصحية (ضمان للملفات الصحية)، في مجال العقارات (التوثيقات الدولية)، في التصويت، في حماية حقوق الملكية الفكرية، في مجال التمويل الجماعي crowdfunding، في الاعمال الخيرية، وفي أمور الحياة اليومية.أنماط الاقتصاد الرقمي
من ناحيته، قال رئيس مجلس إدارة شركة الأنظمة الآلية ممثلاً عن شركة الخطوط الجوية الكويتية قصي الشطي، إن الاقتصاد الرقمي يشمل التجارة الإلكترونية، واقتصاد المعرفة، واقتصاد الإنترنت، والمحتوى واقتصاد البيانات، والبيع عن طريق الويب، والخدمات الإلكترونية، أي هي المفاهيم والتوجهات الإلكترونية والرقمية هي مفاهيم مرنة وديناميكية تحدد إطارها وعملها بناء على متطلباتك.وأضاف الشطي، أن الاقتصاد الرقمي يوجد في البحث عن الخدمة أو المنتج، تسويق وعرض الخدمة أو المنتج، اختيار وطلب الخدمة أو المنتج، دفع التكلفة، إدارة علاقة العملاء، وتسلم الخدمة أو المنتج فقد يكون إلكترونياً أو فعلياً بناء على طبيعتهما.وأوضح، أن هناك ثلاثة أنماط للاقتصاد الرقمي أول نمط هو قناة إلكترونية لنشاط فعلي على سبيل المثال، ومن أنجح الشركات التي تستخدم قناة إلكترونية هي إكسايت. 50 بالمئة من مبيعات إكسايت تأتي عن طريق القناة الإلكترونية. ثاني نمط هو نشاط إلكتروني على سبيل المثال طلبات. والنمط الأخير هو نشاط إلكتروني له متجر بيع كقيم ستور وبلينك.العوامل الحرجة للاقتصاد الرقمي
وأشار إلى عدم وجود دولة في العالم لا يوجد لديها اقتصاد رقمي، والكويت لديها اقتصاد رقمي لكن هناك بعض التحديات والعوامل الحرجة للاقتصاد الرقمي (عدم وجود اطار وطني للاقتصاد الرقمي يحدد دوره ومستهدفاتها، ووجود منظومة بيئية واعدة (eco system) وتمكينية مناسبة للاقتصاد الرقمي، وخلق الفرص والوظائف، وتشجيع الابتكار في تطوير العمل/المنتج/ الخدمة، وقياس مؤشرات الأداء، ومدى نمو وزيادة حجمه في الناتج القومي، عابر الحدود، تعزيز التنافسية، توافر البيانات).وأكد الشطي أنه لا يمكن الوصول إلى الاقتصاد الرقمي من دون الارتباط بالتحول الرقمي. أي تحويل المعلومات إلى ثروة وأصول مؤسسية وتوظيفها في نمو الأعمال، وتحويل القيد الى قيمة عن طريق زيادة كفاءة الإدارة المؤسسية، وتحويل الحدود إلى مرونة من خلال رفع جودة الأعمال التشغيلية، وتحويل الطوق إلى حرية (فاعلية التواصل مع الشرائح)، وتحويل التدخل الى تعاون (مع المستفيد العملاء).وأشار إلى أن النمو السنوي للتجارة الإلكترونية وشراء المنتجات والخدمات في الدول العربية يبلغ 45 في المئة مقارنة بأوروبا حيث يبلغ 20 في المئة وآسيا 35 في المئة، يقود هذا النمو المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، ومصر، والكويت. واحتلت الكويت المركز 28 على مستوى العالم والأولى عربيا لمؤشر اندماج الإنترنت بحسب مجلة "إيكونوميست".