سعود بوعبيد: تنقصنا الكوادر الموهوبة فنياً
«صناعة سينما كويتية تحتاج إلى ميزانيات ضخمة ودعم من الدولة»
يعد المخرج والفنان سعود بوعبيد واحداً من المخرجين الشباب الأكثر تنوعاً حالياً، نظراً لتعدد مواهبه، إذ استطاع خلال فترة وجيزة أن تكون له بصمة بارزة وسط أبناء جيله بتقديمه مجموعة من الأعمال الفنية المميزة سواء في التمثيل أو الإخراج، وفي حواره مع «الجريدة» أكد بوعبيد أن الكويت تنقصها الكوادر الموهوبة فنياً، لافتاً إلى أن صناعة السينما لدينا تحتاج إلى ميزانيات ضخمة ودعم من الدولة، وفيما يلي التفاصيل:
• بداية ما تقييمك لتجربتك في مسلسل "نبض مؤقت"؟
- "نبض مؤقت" يعتبر أول مولود لي، وهو مسلسل مستقل وتجربة مهمة جدا وعزيزة على قلبي، وقد عملت على الاهتمام بكل تفاصيلها، ولله الحمد، كان لهذا المسلسل صدي كبير في الساحة الفنية وعبر السوشيال ميديا، كما كان له ردة فعل واسعة بين الجمهور حتى وضعت على قائمة المنافسة بين المخرجين.
• ما الذي يغريك في تجربة الإخراج؟ وما طبيعة الأعمال التي تجذك؟
- منذ أن عملت في الفن وأنا أشعر بنوع من الغيرة بالنسبة للإخراج، وكانت في عقلي أشياء كنت اتمنى ان أفعلها، ولكن للأسف الممثل ليس لديه الصلاحيات الكافية لذلك. ورأيت أن طريق الاخراج هو السبيل الامثل حتى أستطيع ان احقق الرؤى الفنية في الاعمال من خلال كوني مخرج العمل، وهناك العديد من الأمور يمكن أن أتحكم فيها. وبالنسبة للأعمال التي اتمنى ان أشغلها ليس لدي أعمال محددة، ولكن أحب ان أنتقل من عمل لآخر، وهذا ما نراه في فكرة "نبض مؤقت" البعيدة تماما عن فكرة مسلسل "مانيكان"، وأيضا الفيلم الوثائقي "أسياد الليل"، الذي ليس له علاقة بفكرة "نبض مؤقت"، وكذلك إخراجي لـ "كاليستو" وهو عمل أطفال فانتازي، وبعد ذلك أنتقل الى "سيت كوم" مسلسل حب في الراديو، وفي رمضان سيعرض "عائلة عبدالحميد حافظ"، وهو عمل سيكون مختلفا تماماً عن الاعمال التي قمت بها، لذلك فأنا أحب الاختلاف وخوض كل التجارب والاعمال الفنية، ودائما أحب أن أتحدى نفسي بأعمال وأفكار لم اجربها من قبل، وان شاء الله في المستقبل سيستمر هذا الأمر معي، ولن أكرر نفسي في أي عمل فني.• ما طموحاتك المستقبلية التي تريد أن يتم تصنيفها كبصمة مؤثرة في مجالك؟
- طموحاتي أن اكون انسانا ناجحا بشكل عام، وأتمنى أن أترك بصمة في كل المجالات التي اخوضها سواء التمثيل أو الاخراج، ودائما اقول للمقربين مني أنا لا أريد ان اعمل فقط، بل أريد ترك بصمة في كل عمل أقدمه، حتى إذا شاهدت أعمالي في المستقبل أكون مقتنعا بها بغض النظر عن عددها حتى ولو كان لدي فقط 10 مسلسلات، المهم أن أكون مقتنعا بها مئة في المئة.• كيف تقيم الدراما الكويتية حالياً من وجهة نظرك كفنان ومخرج كويتي؟
- الدراما الكويتية حالياً تعيش حالة من الانتعاش، خصوصاً بعد دخول موضوع "المسلسلات القصيرة" و"منصة" في الكويت، وأصبح لدينا طفرة، إذ يشهد الموسم الواحد 20 عملا فنيا حاليا، أي أصبح الضعف، وهذا أتاح الفرصة لدخول العديد من المخرجين والفنانين الى المجال الفني، وذلك بحكم النقص، فلدينا العديد من الاعمال الفنية، ولكن ليس لدينا كوادر، والأمر الصحي دخول كوادر جديدة للمجال الفني، وصاحب الموهبة يفرض نفسه، أما مَنْ لا يجيد العمل الفني فعليه أن يجلس في بيته.• هناك من يرى أن السينما الكويتية لا تزال يافعة وأن صناعتها تحتاج لتأسيس علمي صحيح. هل تتفق مع هذا الرأي؟ ولماذا؟
- نعم، أتفق تماما مع هذا الرأي، لأن السينما تمثل صناعة، ونحن في الكويت، حتى الآن، ليس لدينا هذه الصناعة، وأقرب مثال نجاح السعودية في صناعة السينما لأنها مدعومة من الدولة نفسها، ولنجاح ذلك في الكويت لابد من توافر مدينة إعلامية وكوادر فنية، فضلا عن الميزانيات المالية الضخمة والورش، وفوق كل ذلك سنوات من العمل حتى نؤسس سينما قوية تستطيع المنافسة، وإن كان لدينا تجارب عديدة جيدة وآخر ما أعجبني منها فيلم "آش مان".لذلك إذا أردنا سينما في الكويت فلابد أولا أن نهيئ لصناعتها، وأن تكون مدعومة من كل الاطراف، خصوصا أن السينما في الدول الأخرى تمثل مجالا يستثمر فيه رجال الأعمال والشركات. والسوق الكويتي صغير جدا على عكس السعودي، نظرا لأن التعداد السكاني في المملكة 30 مليونا، بينما في الكويت قليل جدا، وبالتالي من الصعب أن تحصل تكاليف الفيلم كعمل فني.• ماذا عن مسلسل "حب في الراديو"؟
- هو مسلسل يمثل تجربة درامية جديدة تقع في 10 حلقات، من بطولة كوكبة من الفنانين، مثل هيا عبدالسلام، وفؤاد علي، وأحمد العونان، وعبدالعزيز النصار، وخالد المظفر، وفرح الصراف، ومحمد عاشور، وأحمد المظفر، وبيبي العبد المحسن، بالإضافة الى مجموعة من الضيوف، وهذا المسلسل يمثل اول تجربة لي بـ "سيت كوم"، وأرى أنها تجربة مختلفة تماما، وهي عمل فني يقدم لونا كوميديا مختلفا عن باقي الاعمال الدرامية المعروضة من قبل.