في مواجهة المتحوّر من فيروس «كورونا» الآخذ بالتفشّي بسرعة حول العالم، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن انتشار سلالة «أوميكرون» بات يشمل 106 بلدان، مؤكّدة أن 22 دولة في منطقة شرق المتوسط ستسجل 17 مليون إصابة بـ«كورونا» ونحو 300 ألف وفاة بنهاية 2021.

وأكد مدير المنظمة لإقليم دول شرق المتوسط أحمد المنظري أنه «منذ عام طُرِحت اللقاحات المضادة لكورونا، وحملت معها الأمل في أننا قادرون على إنهاء المرحلة الحادة للجائحة بنهاية 2021. ولكن بدلًا من ذلك، لا تزال الجائحة تُحكِم قبضتها على العالم مع دخولها عامها الثالث».

Ad

وأضاف المنظري، خلال انعقاد مؤتمر صحافي للمكتب الإقليمي للمنظمة حول مستجدات الوضع الوبائي، «على الصعيد العالمي، أودى الوباء حتى الآن بحياة أكثر من 5 ملايين شخص، وأصاب ما يزيد على 270 مليون شخص، ومن المرجح أن تبلغ بلدان إقليم شرق المتوسط، البالغ عددها 22 بلدا، عن أكثر من 17 مليون اصابة وأكثر من 314 ألف وفاة قبل انقضاء هذا العام».

بدوره، حذّر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانز كلوغ، من «عاصفة سيجلبها أوميكرون، مما يفرض ضغوطا على أنظمة صحية تعاني بالفعل من ضغط شديد».

الجرعة التنشيطية

وفي مواجهة زيادة الحالات، تدرس بلدان العالم تقليص المدة الزمنية بين الجرعة الثانية من اللقاح والجرعة التنشيطية. لكنها تمانع في العودة إلى القيود المشددة التي فرضتها هذا العام عند انتشار السلالة «دلتا»، تجنبا للسخط الشعبي المرتبط بالإغلاق.

وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، أمس، عن تمويل جديد لحملة التطعيم في العيادات الطبية والصيدليات. وحضّ الولايات على إعادة فتح المئات من مراكز التطعيم لتسريع وتيرة منح السكان جرعات معززة. وكانت هذه المراكز أغلقت أبوابها بعد تلقي أكثر من 80% من السكان البالغين جرعتي اللقاح.

وفي وقت تكافح إسرائيل لاحتواء انتشار «أوميكرون»، وقد فرضت قيوداً على السفر من دون أن تذهب إلى حدّ فرض إغلاق، أعلن رئيس الوزراء نفتالي بينيت أنّ جرعة لقاح رابعة ستكون متاحة للسكّان الذين تتخطّى أعمارهم 60 عاما وللطواقم الطبّية، بناء على توصية لجنة خبراء.

وكثفت الحكومات جهود التطعيم والعلاج في وقت من المتوقع أن توافق فيه إدارة الغذاء والدواء الأميركية على أقراص لعلاج «كوفيد» من إنتاج شركتي «فايزر» و«ميرك».

وفي سياق متصل، أعلنت شركة «أسترازينيكا» أنها تعمل مع «جامعة أكسفورد» لإنتاج لقاح للسلالة «أوميكرون»، لينضما بذلك إلى صانعين آخرين للقاحات يتطلعون إلى إنتاج لقاح مضاد للمتحور.

وكانت «فايزر» و«مودرنا» أكدتا في السابق أنهما تعملان على إنتاج لقاحات تستهدف المتحور. وأوضحت «مودرنا» أنها تأمل في بدء التجارب السريرية أوائل العام المقبل.

تركيا وفرنسا

وفي أنقرة، صرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن بلاده أصبحت تشارك لقاح «توركوفاك» المحلي المضاد لكورونا مع البشرية جمعاء.

وقال في تصريح، عقب حصول اللقاح على رخصة الاستخدام الطارئ: «نشعر بالسعادة لمشاركة توركوفاك مع البشرية جمعاء».

وباشرت فرنسا، أمس، حملة التلقيح ضد «كورونا» للأطفال بين سن الخامسة والحادية عشرة، على ما أعلن وزير الصحة أوليفيه فيران، موضحاً من جهة أخرى أن الجرعة المعززة لن تشمل المراهقين «في الوقت الراهن». كما قال فيران، إن بلاده قد تشهد 100 ألف إصابة يومية بـ«كورونا» قريباً، ارتفاعا من نحو 70 ألف إصابة حاليا، في الوقت الذي تكافح فيه البلاد موجة خامسة من الجائحة.

وأشار إلى إن «أوميكرون سيكون المتحور المهيمن في فرنسا في أوائل يناير»، موضحاً أنه ليس هناك خطط لفرض قيود جديدة الآن، لكن لا يمكن استبعاد أي احتمال إذ تأمل السلطات أن تمكنها زيادة أعداد من تلقوا اللقاحات من احتواء الفيروس.

آسيا

وقبل أكثر من شهر من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، فرضت السلطات الصينية، أمس، إجراءات حجر في مدينة شيآن في شمال البلاد، والتي يبلغ عدد سكانها 13 مليون نسمة، بسبب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس «كورونا».

من ناحيتها، قرّرت حكومة سنغافورة، أمس، وقف كل مبيعات التذاكر الجديدة لرحلات الطيران والحافلات في برنامجها للسفر المعفى من شرط خضوع الوافدين لحجر صحي، بدءا من اليوم، وحتى 20 يناير، وأرجعت ذلك إلى مخاوف من تفشي «أوميكرون».

وفي أنحاء أخرى من آسيا، أعلنت اليابان رصد أول إصابة محلية بـ«أوميكرون»، أمس، بمقاطعة أوساكا، في حين حضّت الهند كل ولاياتها على التأهب لزيادة الإصابات وسمحت للسلطات المحلية بفرض قيود على التجمعات الكبيرة.

نيويورك: 100 دولار لمن يتلقى «المعززة»

أعلن عمدة مدينة نيويورك، بيل دي بلاسيو، تقديم 100 دولار مكافأة تشجيعية لكل من يتلقى جرعة معززة من اللقاح المضاد لفيروس «كورونا».

وجاء هذا الإعلان في وقت تشهد نيويورك ارتفاعا كبيرا في عدد حالات الإصابة بـ«كورونا» خصوصا بفعل المتحور الجديدة «أوميكرون». وقال دي بلاسيو: «سيكون هذا أكبر برنامج حوافز للجرعات المعززة في الولايات المتحدة».

وأضاف: «تلقي تلك الجرعات المعززة سيساعد في جعل عائلتك أكثر أمانا، وجعل هذه المدينة كلها أكثر أمانا».