نظلم البطيخ إذا قلنا إنها ديرة بطيخ! من يدير هذه الديرة؟ وهل هناك إدارة بدولة التعاسة بالأساس أو قانون يحكمها كي يلتجئ إليه الناس من بطش الإدارة الفاسدة ومزاجها المتقلب المحتار؟ أخبرونا يا أهل السلطة ماذا يحدث الآن من فوضى وصراع مصالح ينعكس على البشر المبتلين بكم وبسوء إدارتكم!

معقول ما يحدث بعد قضية الوافدين الذين تجاوزوا الستين عاماً، قرار بعدم تجديد الإقامة، ثم نفي وإلغاء للقرار، لا كذب بكذب... فالقرار مازال سارياً، لأن دولة "المحتاسين" لا تعرف الحسم، ولا تعرف ماذا تريد وماذا تقرر، الآن الدور على رخص قيادة الوافدين، قرار بعدم التجديد لنحو ربع مليون مقيم، ثم صمت حكومي، وكأن لسانك يا حكومة بلعه الطير، ولا تعليق واحد من حكومة مؤقتة ستزول وتعود "ببشوت" أخرى مع الفكر ذاته ومع الأشخاص التائهين في قراراتهم أنفسهم، وتعرفون بقية حكاية ومأساة "احنا أبخص"، يأتي نفي من البخصاء وادعاء بأن هذا القرار إشاعة، وقبله وزير الداخلية، وعلى لسان نائب يقول إنه ألغى القرار الجائر، لكن القرار مازال سارياً حسب مزاج جنرالات وزارة الداخلية.

Ad

مانشيت "الجريدة"، أمس، والعاقل العارف بنهج إدارات الدولة يصدق كل كلمة فيه، يقول "صراع ضباط الداخلية يبقي بلوكات الوافدين"، وفي تفاصيل الخبر أن الأمر ترك لقيادات أبناء بني بطيخ، فالحقيقة هي اقتصار الرفع على حالات فردية تخضع لمراجعة كل جنرال، وحسبما يقرر جنابه يكون مصير طالب تجديد الرخصة.

ابتزاز... لا أكثر بكثير، فتح أبواب الواسطة والرشا والفوضى وظلم الناس وتفويض أفراد يقومون بالتشريع والتطبيق والتنفيذ للقانون ولغياب القانون، أين أصبحنا اليوم؟... سؤال: أين أنتم يا شيوخ البلد فيما يحدث؟ إذا كنتم تدرون فتلك مصيبة وإن كنتم لا تدرون فالمصيبة أعظم.

● حسن العيسى