فلاديمير بوتين: صواريخ واشنطن أمام بيتنا والناتو يتمدد برومانيا وبولندا

الجيش الروسي يحاكي التصدي لهجمات بالطائرات المسيرة... والأوكراني يناور لأول مرة بصاروخ «غافلين»

نشر في 24-12-2021
آخر تحديث 24-12-2021 | 00:05
استكشاف موقع قتالي خلال أوسع مناورة متعددة الجنسيات لسلاح الجو الأميركي أمس (سنتكوم)
استكشاف موقع قتالي خلال أوسع مناورة متعددة الجنسيات لسلاح الجو الأميركي أمس (سنتكوم)
رغم وصفه ردود فعل الدول الغربية على ضماناته الأمنية بالإيجابية، أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المخاوف من أن يتحول الصراع المحتدم في إقليم دونباس إلى حرب مفتوحة، باستبعاده إقامة علاقات حسن جوار مع وجود النظام الحالي في أوكرانيا، واتهامه الولايات المتحدة بنشر صواريخها «على أعتاب البيت الروسي».
في أوج المواجهة مع واشنطن وحلف شمال الأطلسي وتزايد المخاوف من إقدامه على غزو أوكرانيا، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مؤتمره الصحافي السنوي الموسع، مستعرضاً مواقفه من القضايا الدولية وإنجازات حكومته الداخلية وأسباب انهيار اتحاد السوفياتي.

وإذ أكد بوتين أن الجانب الأميركي أبدى استعداده لبدء حوار حول الضمانات الأمنية بداية العام وتم تعيين ممثلين عنهما لإجراء هذه المباحثات، فقد اتهم واشنطن بنشر صواريخها على أعتاب روسيا، واعتبر تمدد حلف شمال الأطلسي (الناتو) قرب حدودها الشرقية أمراً غير مقبول.

وتساءل الرئيس الروسي: "كيف ستكون ردود أفعال أميركا لو قامت روسيا بنشر صواريخها على حدودها مع المكسيك". واستعرض وعوداً قطعها الغرب بعدم التقدم شرقاً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، مشيراً إلى أن حلف الناتو "ينشر عناصر منظومات صاروخية ويقيم قواعد عسكرية في رومانيا وبولندا تهدد أمن روسيا.

وشدد بوتين على ضرورة أن يقدم الغرب ضمانات أمنية لروسيا "الآن وليس بعد عشر سنوات" معرباً عن مخاوفه من أن أوكرانيا "تعد العدة لشن هجوم ضد لوغانسك ودوناتسك، والغرب يريد من وراء تهديده بفرض عقوبات ضدنا أن يحذرنا بألا نتدخل لحماية سكان الإقليمين".

وتابع أن رغبة واشنطن في مناقشة المقترحات الأمنية الروسية الرامية إلى كبح توسع حلف شمال الأطلسي باتجاه الشرق هي أمر "إيجابي"، لكن "يجب ألا يكون هناك أي توسع لحلف شمال الأطلسي شرقاً، والكرة في ملعبهم. عليهم تقديم بعض الأجوبة لنا".

مناورات منفصلة

وفي خضم التصعيد وتبادل الاتهامات أطلقت روسيا وأوكرانيا تدريبات ومناورات منفصلة. ففي أوكرانيا، انطلقت تدريبات بذخائر أميركية الصنع في منطقة دونباس الانفصالية، استخدم خلالها لأول مرة صاروخ غافلين المضاد للدبابات.

ووفق سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع أوليكسي دانيلوف، فإن هناك أكثر من 200 ألف جندي روسي قرب حدود أوكرانيا والوضع تحت السيطرة والمراقبة، مشدداً على وجوب إبقاء القوات المسلحة جاهزة رغم رفض الخيار العسكري.

وبالتزامن، قال رئيس ديوان الرئاسة أندري يرماك، إن أوكرانيا قدمت لأصدقائها 10 نقاط لحل النزاع في إقليم دونباس، دون الإدلاء بأي تفاصيل عن فحوى هذه النقاط.

وتسلمت أوكرانيا، التي تسعى للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، منذ 2018 سلسلة شحنات من الذخائر وصواريخ غافلين الأميركية، مما أدى إلى انتقادات من جانب موسكو.

وعلى الجانب الروسي، نفذت قوات الإنزال المظلي أمس، تدريبات واسعة بمشاركة نحو 1200 جندي وأكثر من 250 مركبة وطائرة حربية مقسمة بين حقل أوبوك العسكري بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014، وإقليم كراسنودار القريب.

وأوضحت وزارة الدفاع أنّ وحدات من الدفاع البيولوجي والكيميائي تشارك في تدريبات تحاكي سيناريو حماية القوات المسلحة من الهجمات بالطائرات المسيرة، وكذلك التصدي لهجوم هجوم واسع للعدو.

كما ذكرت قيادة أسطول البحر الأسود أن مقاتلات وقاذفات تابعة للقوات الجوية الفضائية، من طراز سوخوي 27 وسوخوي 34، أجرت تدريبات فوق مياه البحر الأسود تحاكي سيناريو اعتراض ومرافقة سفن حربية أجنبية تخترق الحدود الدولية لروسيا.

مفاوضات وهدنة

وجاءت التدريبات العسكرية، من روسيا وأوكرانيا، على الحدود عقب يوم من إعلان موسكو عن قرب بدء المفاوضات مع خصومها بشأن الضمانات الأمنية التي تشترط عدم قبول الحلف الأطلسي قبول أعضاء جدد وعدم إنشاء قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفياتي السابق.

وفي وقت سابق، أوضح وزير الخارجية سيرغي لافروف أن روسيا تؤيد التفاوض في إطار 3 منصات: مع الناتو، وواشنطن، منظمة الأمن والتعاون بأوروبا. وأشار إلى أن المفاوضات بشأن الضمانات الأمنية ستبدأ مطلع العام المقبل.

وبينما رفض العديد من أعضاء الحلف مطالب روسيا، قالت واشنطن إنها منفتحة على المناقشات لكنها لم تقدم بعد رداً مفصلاً على مقترحات بوتين.

وفي تطور إيجابي، أكدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ليل الأربعاء- الخميس أن السلطات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا يرغبون في إعادة العمل باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 22 يوليو 2020.

وقال ممثل المنظمة والوسيط في حل الصراع ميكو كينونين، في بيان، "سررت بأنّ الجانبين عبرا عن عزمهما القوي على الاحترام الكامل للتدابير الهادفة إلى تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار، إنه أمر بغاية الأهمية بالنسبة لمن يعيشون على جانبي الجبهة".

بديل نورد ستريم 2

في موازاة ذلك، تدفع أوكرانيا شبكة نقل الغاز الخاصة بها كبديل لخط أنابيب نورد ستريم 2 من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق متجاوزاً أوكرانيا ولكن لم يتم إقراره بعد.

وقال رئيس الشركة المشغلة لنظام نقل الغاز سيرهي ماكوهون: "في تاريخ النقل الأوكراني، لم يحدث قط أنه تم إلغاؤه بسبب أي مشكلات فنية من جانبنا، وواقعتا التعطل في 2006 و2009 كانتا بسبب خطوات سياسية روسية بحتة".

يشار إلى أن أوكرانيا معتمدة بشدة على مليارات العائدات القادمة من رسوم نقل الغاز والآن تخشى من خسائر هائلة. وقال ماكوهون إن عملاق النفط الروسي غازبروم تفي بالعقد الممتد حتى نهاية 2024 وبناء عليه يتم نقل 40 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً.

لكنه قال إن هذا أقل من العام الماضي بـ30% و45% مقارنة بعام 2019، مضيفاً أنه خلال هذين العامين تدهور النظام حقاً. وتابع: "نحن مستعدون لنقل مئة مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي سنوياً (للاتحاد الأوروبي)".

back to top