بعد أشهر ظلّت فيها على مستوى منخفض أو تناقصت فيها، بدأت الإصابات بفيروس "كورونا" تزيد مجدداً في أنحاء دول الخليج العربية الست، حسب بيانات وزارات الصحة، بالتزامن مع انتشار المتحور "أوميكرون" من الفيروس في أنحاء العالم.

فمنذ إعلان رصد "أوميكرون" أوائل الشهر في الإمارات، تشهد الدولة زيادة حادة في إصابات "كورونا"، حيث سجلت، امس، 1002 إصابة مقارنة مع 68 إصابة في 2 ديسمبر.

Ad

وتأتي هذه الزيادة في ذروة موسم السياحة في المنطقة، لاسيما في الإمارات التي تستقبل ملايين الزائرين لمعرض إكسبو 2020 في دبي وأنشطة موسمية أخرى.

وسجلت السعودية، أكبر دولة خليجية من حيث عدد السكان، 252 إصابة جديدة، أمس، ارتفاعا من مجمل إصابات يومية قدرت بنحو 50 منذ أواخر سبتمبر.

كما تشهد سلطنة عُمان وقطر والبحرين زيادة في عدد الإصابات، وإن كانت أقل حدة. وسجلت الكويت أمس الأول، 143 إصابة جديدة، وهذا أعلى عدد يومي بها منذ أواخر أغسطس.

وفي سياق متصل، أعلنت منظّمة الصحّة للبلدان الأميركيّة، أنّ عدد الإصابات بـ"كورونا" في القارّة الأميركيّة منذ بداية الجائحة تخطّى الـ100 مليون حالة، مشيرة إلى أنّ أكثر من نصف هذه الحالات (51 مليونًا) سُجّلت في الولايات المتحدة، بينما رُصدت 22 مليون إصابة في البرازيل، مشيرة أيضا إلى أنه تمّ رصد إصابات بالمتحوّر "أوميكرون" في 19 بلدًا ومنطقة في القارّة.

وفي حين توقّع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن يصل "أوميكرون" إلى ذروة تفشيه في إسرائيل في غضون 10 أيام، قرّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الانتظار إلى بعد عيد الميلاد، لإعلان أي قيود جديدة لمكافحة "أوميكرون"، الذي رفع بالفعل عدد الإصابات اليومية إلى مستوى قياسي يفوق 100 ألف حالة.

ويعني هذا أن جونسون، الذي يشرف على السياسة الصحية في إنكلترا فقط، يخالف في الرأي الإدارات الأخرى المعنية بمواجهة الوباء في المملكة المتحدة.

وفي باريس، تمنى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للأمة فترة عيد ميلاد سعيدة، ولكنه وجه تحذيرا بضرورة أخذ الأسر احتياطاتها لعدم الإصابة بـ"كورونا".

وكتب في تغريدة "لنهتم ببعضنا البعض"، داعيا الجميع إلى الالتزام بتوجيهات التباعد الاجتماعي وأخذ فحص في المنزل قبل حضور التجمعات. وأضاف أنه يجب على أي شخص لديه الأعراض عزل نفسه وتنبيه الآخرين.

في غضون ذلك، أكدت شركة الأدوية "أسترازينيكا" البريطانية ـــ السويدية، أن جرعة ثالثة من لقاحها ضد فيروس "كورونا"، تزيد "بشكل كبير" من مستوى الأجسام المضادة للمتحور "أوميكرون" السريع الانتشار، مشيرة إلى دراسة سريرية بهذا الصدد أجرتها "جامعة أكسفورد" وكلية الطب في جامعة واشنطن في سانت لويس بالولايات المتحدة.

وأظهرت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة طبية، أن "مستويات الأجسام المضادة لأوميكرون بعد تلقي الجرعة الثالثة المعززة كانت أعلى من تلك التي لدى من أصيبوا بمرض كورونا وتعافوا بشكل طبيعي".

وأضافت "أسترازينيكا" أنه "بعد دورة من 3 جرعات من اللقاح كانت المستويات المعادلة ضد أوميكرون مماثلة لتلك المضادة لمتحور دلتا بعد جرعتين".

في المقابل، قال باحثون من هونغ كونغ في بيان، أمس، إن 3 جرعات من لقاح "فاك" المضاد لـ"كورونا"، الذي تصنعه شركة "سينوفاك" الصينية، لا تنتج مستويات من الأجسام المضادة الكافية لمكافحة "أوميكرون".

وكان مدير "الصحة العالمية" تيدروس أدهانوم غبرييسوس، حذر أمس الأول، من وهم شائع مفاده أن إعطاء الجرعات المعززة سيكون كافيا لتجاوز الوباء.

وقال غبرييسوس، خلال مؤتمر صحافي، في جنيف قبل بضعة أيام من عيد الميلاد "لا يمكن لأي بلد، أن يتجاوز الوباء بفضل جرعات معززة، والجرعات المعززة ليست ضوءا أخضر للاحتفال بالانتصار على الوباء كما سبق ان توقعنا".

لكن في ظل هذا الهلع، أفادت دراسة أجرتها جامعة "إمبريال كوليدج" في لندن، بأن خطر حاجة المرضى المصابين بالمتحور الجديد للبقاء في المستشفى أقل بنسبة تتراوح بين 40 و45 في المئة من المصابين بالمتحور "دلتا".

وفي جنوب إفريقيا قدمت دراسة أخرى بصيصًا من الأمل، حول شدة "أوميكرون"، أجراها المعهد الوطني للأمراض المعدية، إذ أشارت إلى أن "احتمال دخول المصابين بأوميكرون المستشفى أقل بكثير مقارنة بأولئك الذين أصيبوا بالمتحور دلتا".