ما حصل بعد إعلان نتائج اتحاد طلبة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب أمر مخجل ومقزز، أعلام وشعارات قبلية وأهازيج تتغنى بالفخر للانتماء القبلي، سبقه تحريض على التصويت لمكون القبيلة، في حين خلت الساحة من عرض البرامج الانتخابية للقوائم الطلابية.إقحام القبيلة وهي مكون اجتماعي أصيل في أتون صراع انتخابي طلابي له تداعيات جسيمة على وحدة المجتمع وصلابته، فبعض الطلبة يتحمسون لاسم القبيلة وصيتها ووجاهتها على حساب البرامج الانتخابية، ويعدون فوز القائمة فوزاً للقبيلة وإخفاقها إخفاقاً وانتقاصا للقبيلة، ويتوقون لوجود ممثل للقبيلة في إدارة الاتحاد، وكأن الاتحاد يمثل القبائل، لا اتحادا طلابيا تعليميا تربويا.
هؤلاء الطلبة حتماً لا يعون أن القبيلة لها دورها كحاضنة اجتماعية وانتماء لنسب كريم، وليست أداة ووسيلة للمكاسب الانتخابية إلا في الدول المتخلفة والرجعية، فالقبيلة لا تعد من المؤسسات السياسية والقانونية للدولة الحديثة، وعلى المنتمين إليها صيانتها وتحصينها ضد الاستغلال والتلاعب بمسماها من أجل بضعة أصوات انتخابية هنا وهناك. ما يحصل فشل ذريع للسياسة التعليمية على مدار ٦٠ عاماً للنهوض بالمؤسسات التعليمية، وعجز مستمر في تشكيل عقلية أجيال قادرة على التمييز والمقارنة بين الولاء للوطن والانتماء للقبيلة. هناك تقصير متعمد من طرف السلطة عن استكمال مشروع الديموقراطية والانتقال بها للديموقراطية الكاملة المستوجبة لانتقاء الأفضل والأصلح من حيث الأفكار والأساليب والخيارات في السلوك السياسي الاجتماعي لمواطنيها، وجنينا ثمار الحنظل من تقاعسها في الدفع نحو التغيير الاجتماعي للأفضل. يفسر البعض ما يحدث ويعزوه باجتهاد السلطة على ديمومة ثقل كفة الميزان لصالحها، فمواجهة معارضة مفككة مرتابة متعددة الانتماءات أجدى وأنفع من مواجهة جبهة معارضة موحدة يتوجها الولاء للوطن وتوجهها الإرادة الشعبية بكل أطيافها.
مقالات - اضافات
الطلبة ينتخبون القبيلة
24-12-2021