قائدٌ بدون منصب
![د. هشام كلندر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/392_1713456973.jpg)
لا تغفل أبدا عن حقيقة أن التواضع أعظم صفة للقائد، والمتواضع يتحسن ويتطور، فضع مرضاة الله في المقام الأول، وساعد الناس، باختصار كن بشريا من خلال المساعدة، والتفاهم، والاختلاط، وتمتع بعمل الخيرات، والصبر على الأذى والزلات، وبدل التركيز على الأشياء المادية، ركز أكثر على الوعي الذاتي بإمكاناتك، وطموحاتك، وأهدافك، ولا تسمح للآخرين بتسيير عقلك وتوجيه تصرفاتك، وتثبيط طموحاتك، فـ"لكي تكون قائداً عظيماً، عليك أولاً أن تصبح شخصاً عظيماً". ولا علاقة للقيادة الحقيقية بما تحصل عليه أو مكان جلوسك أو مسماك أو لقبك، فالقيادة الحقيقية تدور حول مدى براعتك في العمل وكيف تحسن التصرف في المواقف المختلفة، نحن بحاجة إلى ممارسة القيادة في كل ساحة نوجد فيها، ولكي تتصرف كقائد، من المهم جدا أيضا أن تكون نموذجاً للقيادة مع أحبابك وأصدقائك، وزملائك وجيرانك، ومجتمعك بشكل عام، ويجب أيضاً أن تكون نموذجا للقيادة في مواردك المالية وأمورك الحياتية، والأهم من ذلك كله، أن أساس كل ذلك هو القيادة الذاتية.حان الوقت لاكتشاف ذاتك بالتدريب وممارسة العادات الصغيرة التي تهذب ذاتك وتنمي مهاراتك وبشكل مستمر والتي تجعلك قائدا بدون منصب وتساعدك في تقديم أفضل ما لديك في هذه الحياة الفانية. من هنا يتولد سؤال سنتناوله في مقال لاحق، وهو هل القائد يولد أم يصنع؟