بغداد تطالب طهران بتهدئة فصائلها وإنعاش الحوار مع الرياض

حسين عبداللهيان: السعودية منحت 3 دبلوماسيين تأشيرة دائمة لتمثيل إيران في منظمة التعاون الإسلامي

نشر في 24-12-2021
آخر تحديث 24-12-2021 | 00:04
مناورات الحرس الثوري في ثلاث محافظات أمس  (أ ف ب)
مناورات الحرس الثوري في ثلاث محافظات أمس (أ ف ب)
حثت الدبلوماسية العراقية طهران على إنعاش حوارها مع السعودية بهدف تهدئة التوتر وطالبتها بالمساعدة في استعادة وتثبيت «تهدئة» الفصائل العراقية المرتبطة بها قبيل حلول موعد اتمام انسحاب القوات الأميركية القتالية من بغداد، في حين حددت أطراف مفاوضات فيينا الاثنين المقبل لاستئناف المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
في ظل تشابك وترابط بعدة ملفات ساخنة بين البلدين الجارين، سعى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس، خلال زيارته الأولى لإيران، منذ تولي الرئيس الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي مقاليد السلطة، إلى طلب مساعدة طهران في «استعادة تهدئة» الفصائل العراقية المرتبطة بها مع بدء العد التنازلي للموعد النهائي لإتمام انسحاب القوات القتالية الأميركية من العراق، كما حثها على إنعاش حوارها الاستكشافي مع السعودية بهدف تهدئة التوتر الإقليمي واستعادة العلاقات.

وقال حسين خلال مؤتمر مشترك مع نظيره الإيراني حسين عبداللهيان إن مباحثاته مع الجانب الإيراني تطرقت إلى «العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية»، مبيناً «اننا بحثنا ملف الانسحاب الأميركي والعلاقات مع دول الجوار».

وشدد على أن الحوار الاستراتيجي بين حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تضمن الاتفاق على «بقاء مستشارين ومدربين» في بغداد، وهو ما ترفضه جماعات عراقية مسلحة مرتبطة بطهران التي تدفع هي الأخرى بانسحاب جميع القوات الأميركية من العراق بعد قيام واشنطن باغتيال قاسم سليماني يناير 2020.

ولفت إلى أن «بغداد لعبت دوراً في دعم الحوار بين طهران والرياض»، مؤكدا تطلع بلده إلى «عقد جولة خامسة».

وشكر الوزير العراقي السلطات السعودية لـ«تعاونها معنا»، في نقل السفير الإيراني الراحل حسن إيرلو، لدى جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة، من ​اليمن​ إلى طهران، قبل إعلان وفاته بسبب إصابته بفيروس «كورونا» الثلاثاء الماضي.

ومن دون ذكر مفاوضات فيينا التي تخوضها طهران مع القوى الكبرى بمشاركة أميركية غير مباشرة، أشار الوزير العراقي إلى تطلع بغداد إلى «حوارات بين إيران والدول الأخرى».

وأكد أن «حالة التوتر بين ​إيران​ و​الولايات المتحدة​، تؤثر بشكل مباشر، على الأوضاع في العراق»، لافتاً إلى أنه «من الأفضل أن يكون هناك لقاء مباشر، بين الجانبين الأميركي والإيراني»، معتبراً أن «الأميركيين والإيرانيين يثقون بالجانب العراقي، بشأن المحادثات بينهما».

علاقات وثيقة

من جهته، صرح عبداللهيان بأن مناقشاته مع وزير الخارجية العراقي تضمنت مجموعة من الملفات، واصفاً العلاقات بين العراق وإيران بأنها «وثيقة ومتينة في كل المجالات».

وقال عبداللهيان إن «مباحثات إيرانية ــ سعودية ستعقد في بغداد قريباً»، شاكراً العراق على «تسهيل الحوار مع ​السعودية».

وأوضح «قدمنا مقترحات للسعودية، وننظر بإيجابية للمباحثات معها في ​بغداد​«، لافتاً، خلال المؤتمر إلى أن «محادثاتنا مع وزير الخارجية العراقي، تضمنت ترميم منفذ البوكمال» الحدوي. وأعرب عبداللهيان عن استعداد الخارجية الإيرانية لتبادل اللجان بين سفارتي إيران والسعودية والتمهيد لإعادة فتحهما وعودة العلاقات بين البلدين. وأشار إلى أن الجولة الأخيرة من محادثات ​فيينا شهدت بلورة «وثيقة مهمة» للتفاهم، معتبرا أن «تقييم طهران للموقف الأوروبي خلال المحادثات النووية إيجابي».

ونقلت وكالة "إسنا" شبه الرسمية عن عبداللهيان، القول إن الرياض منحت 3 دبلوماسيين إيرانيين تأشيرة للتمثيل طهران بشكل دائم بمقر منظمة التعاون الإسلامي في جدة.

وجاءت مباحثات الوزير العراقي عقب ساعات من تقرير لوكالة أنباء «رويترز»، أفاد بأن قائد «فيلق القدس» الإيراني، إسماعيل قآني ألقى خلال اجتماع في بغداد باللوم على هادي العامري، وقيس الخزعلي وهما من قادة الفصائل المسلحة في العراق، بسبب أدائهما بعد نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة، وطلب منهما السيطرة على قواتهما وداعميهما.

ونقلت «رويترز» عن مسؤول في الميليشيات العراقية، ودبلوماسيين غربيين مقربين من الميليشيات، أن الاجتماع عقد في مكتب سياسي تدعمه إيران في بغداد، وكان فريق صغير يرافق قآني خلاله.

وأضاف التقرير أن قآني حمل خلال الاجتماع، الذي عقد بعد الهجوم على منزل الكاظمي، رسالة إلى الميليشيات العراقية المدعومة من الجمهورية الإسلامية بأن يقبلوا نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق، التي أُجريت في 10 أكتوبر الماضي، والتي كان مقتدى الصدر، رجل الدين المعارض للنفوذ الإيراني في العراق هو الفائز الأول فيها، في حين خسر «ائتلاف الفتح» التابع للجماعات المسلحة التي تدعمها طهران عشرات المقاعد وتكبد خسارة فادحة. وكتبت «رويترز» أن قآني اتهم قادة الفصائل المسلحة بـ«سوء إدارة تداعيات خسارة الانتخابات والدفع باتجاه اقتتال شيعي شيعي»، مضيفة أنه التقى رئيس أركان «الحشد الشعبي» عبدالعزيز المحمداوي، وأعطاه نفس الرسالة: «السيطرة على الفصائل». إلى ذلك، كشف منسق الاتحاد الأوروبي بشأن المحادثات النووية مع إيران إنريكي مورا، ونظيره الروسي ميخائيل أوليانوف، أن الجولة الثامنة من محادثات فيينا ستبدأ الاثنين المقبل.

من جهته، قال أوليانوف، إن الجولة الجديدة ستنطلق 27 الجاري، مشيراً إلى أن الانخراط في محادثات رسمية في الفترة بين عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية هو عمل «غير شعبي، لكن في هذه الحالة، فإنه يدل على إصرار المفاوضين على عدم هدر الوقت». وفي وقت سابق، حذر المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي، أمس الأول، من أن الوقت المتبقي لإحياء الاتفاق النووي مع طهران سينفد خلال أسابيع ويزيد من خطر حدوث «أزمة متصاعدة».

جاء ذلك في وقت أشار مصدر أمني كبير إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان لم يجلب لإسرائيل أي بشرى بما يتعلق ببرنامج إيران النووي، ولم يقدّم لها مسكناً، بل طلب من قادتها عدم عرقلة المفاوضات، والتوقف عن أي مفاجآت إسرائيلية في إيران، ومنح الولايات المتحدة مزيداً من الوقت للتوصل إلى اتفاق معها.

وأوضح المصدر أن الاتفاق قد يكون معدلاً بعض الشيء عن اتفاق 2015 لكنه يدف لمنع طهران من تخصيب اليورانيوم بدرجة 90 في المئة، وهو الأمر الذي وافقت عليه الأخيرة في مباحثات سرية بشرط إلغاء عقوبات تجميد الأموال وتحرير المليارات فوراً لضخها في الاقتصاد شبه المنهار.

ووسط ضبابية لما ستؤول إليه مفاوضات فيينا، أشار تقرير أميركي إلى أن سوليفان، بحث مع المسؤولين الإسرائيليين 3 سيناريوهات محتملة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني تضمن آخرها فرض مزيد من العقوبات على طهران في حال عدم التوصل إلى اتفاق.

قآني يلوم قادة الميليشيات العراقية بعد استهداف الكاظمي
back to top