«أوميكرون» يضرب «الميلاد» ويلغي 5400 رحلة حول العالم

البريطانيون يتلقون الجرعة المعززة وأميركا ترفع حظر السفر عن إفريقيا وماكرون يعقد اجتماعاً خاصاً

نشر في 26-12-2021
آخر تحديث 26-12-2021 | 00:03
مجسم بابا نويل على الشاطئ
مجسم بابا نويل على الشاطئ
للعام الثاني توالياً، ألقى التفشي المتسارع لفيروس «كورونا» المستجد، بظلاله على أجواء أعياد الميلاد، التي جاءت باهتة أيضاً هذا العام بسبب المتحور «أوميكرون»، في حين اضطرت شركات الطيران إلى إلغاء نحو 5400 رحلة جوية حول العالم.
احتفل مليارات من سكان العالم، أمس، بعيد الميلاد، الذي أعاق وباء «كورونا» الاحتفال به على نطاق كبير للسنة الثانية، خصوصا مع انتشار المتحور الشديد العدوى «أوميكرون».

ومن ساحة القديس بطرس في الفاتيكان بروما، دعا البابا فرانسيس في رسالة عيد الميلاد، أمس، إلى الحوار، في ظل «النزعة إلى الانكفاء على الذات بسبب تفشي كورونا».

وقال البابا فرانسيس: «في هذه المرحلة من الوباء، تواجه قدرتنا على إقامة علاقات اجتماعية اختبارا صعبا. هناك نزعة متزايدة للانكفاء على الذات»، مضيفاً: «على الصعيد الدولي أيضا، هناك خطر تجنّب الحوار، لكن وحدها هذه المسارات هي القادرة على الدفع باتّجاه حل النزاعات وتحقيق مكاسب دائمة للجميع».

واستذكر في رسالته المآسي «الهائلة» و«المنسية» الجارية ببعض الدول، في خضم النزاعات التي أودت بحياة «عدد كبير من الضحايا وعدد لا يحصى من اللاجئين».

من جهة أخرى، دعا الحبر الأعظم إلى «الحوار» من أجل «تجنب اندلاع جديد لنزاع طويل الأمد» في أوكرانيا.

وكان البابا الأرجنتيني البالغ من العمر 85 عاما ترأس قداس عيد الميلاد التقليدي، مساء الجمعة، في كاتدرائية القديس بطرس أمام نحو ألفي شخص وضعوا كمامات.

وفي مدينة بيت لحم الفلسطينية في الضفة الغربية، تجمع مئات الأشخاص رغم البرد، في ساحة المهد، لمتابعة عرض الكشافة الفلسطينيين، حيث ترتفع شجرة ميلادية ضخمة، رغم إصابة أصحاب الفنادق بخيبة أمل، بعدما كانوا ينتظرون تدفق السياح والزوار، فبعد قضاء العيد العام الماضي في ظل إغلاق تام، عادت إسرائيل وأغلقت حدودها هذه السنة أيضا.

وفي الفلبين ووسط بركة مياه، أحيا الأب ريكاردو فيرتودازو قداس عيد الميلاد في كنيسته، التي دمرها الإعصار «راي» الذي أودى بحياة نحو 400 شخص وتسبب في تشريد عشرات الآلاف. وصلى عشرات من أجل الحصول على مأوى وطعام وطقس أرحم.

رحلات جوية

واضطرت شركات الطيران إلى إلغاء أكثر من 5400 رحلة جوية في العالم، وتأخير آلاف الرحلات الأخرى، خصوصا بسبب «أوميكرون» التي تعرقل السفر خلال العطلات، حسب موقع تتبع الملاحة الجوية «فلايت اوير».

وقال الموقع إنه تم إلغاء ألفي رحلة طيران على الأقل في جميع أنحاء العالم في يوم عيد الميلاد، بما في ذلك نحو 1600 رحلة قادمة من أو متوجهة إلى المطارات الأميركية. وسجل تأخير في 11 ألف رحلة أخرى.

وبسبب مرض طيارين ومضيفين وموظفين آخرين واضطرارهم للخضوع لحجر صحي، بعد إصابتهم بـ«كورونا» أو تعرضهم للإصابة به، اضطرت شركات «لوفتهانزا» و«دلتا» و«يونايتد إيرلاينز» والعديد من شركات الطيران الأخرى لإلغاء العديد من الرحلات الجوية، خلال إحدى فترات ذروة السفر في العام.

لكن مع ذلك، سافر ملايين الأميركيين داخل الولايات المتحدة، رغم أن موجة «أوميكرون» تجاوزت فعليا ذروة متغير «دلتا»، إذ بلغ عدد الإصابات اليومية 171 ألفا في المتوسط على مدى 7 أيام، وامتلأت المستشفيات.

واستطاع معظم الأستراليين السفر إلى بلدهم مجددا للمرة الأولى منذ بداية الوباء، مما يحيي روح عيد الميلاد في بلد يعاني حتى الآن من عدد قياسي في الإصابات.

إفريقيا وأميركا

من ناحية أخرى، ترفع الولايات المتحدة اعتبارا من هذا الأسبوع، حظر السفر المفروض على عدة دول في جنوب القارة الإفريقية، وذلك بعدما فرضت دول حول العالم قيودا على السفر من تلك الدول، بعد رصد «أوميكرون» في جنوب إفريقيا التي أبلغت منظمة الصحة العالمية بها في 24 نوفمبر.

وقال مساعد السكرتير الصحافي للبيت الأبيض كيفين: «لقد منحتنا القيود وقتا لفهم أوميكرون، ونحن نعلم أن لقاحاتنا الحالية تقي من أوميكرون، خصوصا تلك المعززة»، موضحاً أن حظر السفر على جنوب إفريقيا وبوتسوانا وزيمبابوي وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وموزمبيق وملاوي سيرفع في 31 الجاري.

وفي أميركا اللاتينية، أعلن الرئيس التشيلي المنتهية ولايته سيباستيان بينيرا أن بلاده ستبدأ بإعطاء جرعة رابعة من اللقاح المضاد لـ«كورونا»، اعتبارا من فبراير، بدءا من الفئات الأكثر عرضة للخطر.

وفي الإكوادور، أصبح التطعيم إجباريا اعتبارا من سن الخامسة، للمرة الأولى في العالم لهذه الفئة العمرية. واختار رئيس أوروغواي لويس ألبرتو لاكال بو الاحتفال بليلة عيد الميلاد، مع 800 من قوات حفظ السلام الأورغوانية المنتشرة في شرق جمهورية الكونغو. وحتى الآن لم تفرض التطعيم الإلزامي سوى قلة من الدول.

بريطانيا والصين

ومع تواصل جهود خدمة الصحة الوطنية في مواجهة الإصابات المتزايدة بالفيروس، تلقى آلاف الأشخاص في بريطانيا، أمس، الجرعات المعززة.

وحضّ وزير الصحة ساجد جاويد عشية «الميلاد» المواطنين على تلقي اللقاح، قائلا «اجعلوا الجرعة المعززة جزءا من عيد الميلاد هذا العام»، حيث تظهر الأرقام مدى التهديد الذي يشكله المتحور أوميكرون.

وفي باريس، أفاد قصر الرئاسة بأن الرئيس إيمانويل ماكرون سيعقد اجتماعا بشأن «كوفيد 19» غداً، في الوقت الذي تشهد فيه فرنسا عددا قياسيا من الإصابات الجديدة بالمرض.

وأخيرا، سجلت الصين 140 إصابة جديدة في أكبر عدد من الحالات التي ترصدها منذ 4 أشهر، بينما تسعى السلطات لاحتواء الوباء في العديد من المناطق، بما في ذلك مدينة شيآن، حيث فرضت إجراءات حجر على سكانها البالغ عددهم 13 مليون نسمة.

الصين تسجل أعلى حصيلة بـ«كورونا» منذ 4 أشهر
back to top