احتفل مسيحيو الكويت من الطائفة الكاثوليكية والإنجيلية وبعض الطوائف الأخرى، أمس، بعيد الميلاد وفق التوقيت الغربي الذي يصادف الـ 25 ديسمبر من كل عام، وقد أقيمت الصلوات والقداسات في العديد من الكنائس.

وأكد راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في الكويت، القسّ عمانويل غريب، أن الكويت بلد التسامح والتعايش السلمي، وواحة أمن وسلام واستقرار لكل من يعيش على أرضها الطيبة.

Ad

وقال غريب خلال الاحتفال: "نشكر الله على عودتنا إلى الحياة الطبيعية بعد تفشي جائحة كورونا، ورغم انتشار المتحور الجديد "أوميكرون"، فإنه من خلال اتخاذ الاحترازات اللازمة سنتغلب عليه بالتطعيمات واتباع الإرشادات الصحية للحكومة"، داعيا الله أن يكون عاما سعيدا وخيرا وبركة على الجميع، وأن يعيش العالم كله في محبة وسلام واطمئنان.

وتقدم غريب للكويت أميرا وشعبا وحكومة بالتهاني، متمنيا لها التوفيق والسداد والتقدم والتطور، وراجياً من الله أن يمدّ سمو الأمير وسمو ولي العهد، بالعمر المديد والحكمة والرشاد لقيادة البلاد إلى مزيد من الخير والاستقرار والازدهار.

وحول مشاركة المسلمين بجميع أطيافهم الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة، قال "نشكر الله أن الكويت مجتمع متسامح، ونشعر بالسعادة عندما نستقبل المهنئين من جميع الطوائف، ونرى إخوتنا المسلمين يهنئوننا بكل محبة وأريحية"، مشيدا بالتهاني التي تم نشرها بالصحف لجميع المسيحيين في الكويت.

وأضاف: "هذه المبادرة تعد استمرارا لحالة التسامح والانفتاح الذي يعيشه المجتمع الكويتي، ونفتخر بهذا الأمر بشكل كبير"، لافتا إلى تلقيه التهاني من القيادة السياسية في الكويت، مما يدل على محبتهم لمواطنيهم وتقديرهم لأبنائهم المسيحيين الكويتيين.

وتابع: "نحرص على مشاركة إخواننا المسلمين احتفالاتهم وأعيادهم في صورة تجسّد روحا من الألفة والمحبة والتسامح"، مشيرا الى أن عدد المسيحيين الكويتيين بلغ 290 شخصا، وفقا لآخر إحصائية، وهم يتمتعون بكامل حقوقهم الدستورية.

وعن رسالته للأصوات المعارضة للاحتفال بأعياد الميلاد باستخدام مجسم شجرة "الكريسماس"، قال غريب: "صحيح أن هذه الأصوات دخيلة على المجتمع الكويتي المتسامح والمنفتح بطبيعته، ويقبل الآخر، لكن في الآونة الأخيرة ظهرت بعض الأصوات المتطرفة التي لا تقبل الآخر، وترفض معايدته في أعياده، وأعتقد أنهم أقلية، لأن الأغلبية مع قبول الآخر، وتدعو إلى إقامة علاقات صداقة وأخوة ومحبة".

إجراءات أمنية

في هذا السياق، طبّقت وزارة الداخلية، ممثلة في قطاع العمليات والمرور والقطاعات الأمنية المساندة في الأمن العام والإدارة العامة للمباحث الجنائية والإدارة العامة لأمن الدولة، منذ مساء أمس الأول، الخطة الخاصة بتأمين دور العبادة باحتفالات أعياد الميلاد، وذلك عن طريق توزيع دوريات أمنية ومرورية في مختلف مواقع الاحتفالات.

وقال مصدر أمني لـ "الجريدة" إن وزير الداخلية الشيخ ثامر العلي ووكيل الوزارة الفريق فيصل النواف أشرفا على تطبيق الخطة الأمنية التي أشرف عليها ميدانيا وكيل "الداخلية" المساعد لشؤون المرور والعمليات، اللواء جمال الصايغ، والوكيل المساعد لشؤون الأمن العام اللواء فراج الزعبي.

وأضاف المصدر أن الخطة الأمنية نصت على توزيع 125 دورية أمنية ومرورية في جميع الطرق والتقاطعات المؤدية الى مواقع دور العبادة في العاصمة، فضلا عن توزيع دوريات أمنية أمام المداخل الرئيسية لدور العبادة، بهدف تنظيم حركة الدخول والخروج عبر البوابات الإلكترونية التي وفّرتها وزارة الداخلية لضمان أكبر قدر من التأمين والسيطرة الأمنية.

وذكر أن الدوريات المرورية التابعة لإدارة مرور محافظة العاصمة، وبإسناد من أقسام الحركة المرورية في المحافظات الستّ تولّت عملية تنظيم حركة السير في شارع فهد السالم ودوّار الشيراتون والطرق المؤدية الى شارع الخليج العربي، مقابل دور العبادة، والتي شهدت كثافة مرورية عالية، تعاملت معها الدوريات المرورية بسرعة كبيرة، وعملت على تنظيم حركة السير لضمان انسيابية الحركة المرورية في شارع فهد السالم.

القداس... بالكمام

فرضت الإجراءات الصحية نفسها على احتفالات الميلاد، التي جاءت هذا العام والعالم لا يزال يقاوم جائحة كورونا ومتحوراتها، والتزم المشاركون في القداس بتلك الاشتراطات، وفي مقدمها ارتداء الكمام، كما في الصورة التي التقطها عبدالمجيد الشطي من الكنيسة الإنجيلية الوطنية خلال القداس أمس.

● محمد الشرهان وجورج عاطف