غداة احتفاء الرئيس فلاديمير بوتين بنجاحه في إطلاق «وابل» من الصواريخ الفرط صوتية، أعاد الجيش الروسي أمس نحو 10 آلاف جندي من أصل أكثر من 100 ألف يتمركزون بالمنطقة العسكرية الجنوبية، في وقت طلبت أوكرانيا من الولايات المتحدة أنظمة دفاعية عالية التقنية، لإفشال مشروع تدميرها وإحياء الاتحاد السوفياتي.

وفي حين طلب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الرد في أسرع وقت ممكن على مقترحات الضمانات الأمنية بوقف تمدد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قالت المنطقة الروسية الجنوبية، في بيان، إنها «اختتمت تدريبات التعامل القتالي للوحدات والطواقم والفرق في قوات المشاة الآلية والوحدات القتالية لمختلف أصناف القوات والقوات الخاصة، وأن أكثر من 10 آلاف عسكري سيتوجهون إلى مواقع مرابطتهم الدائمة من أراضي الميادين العسكرية».

Ad

وعلى مدار شهر، جرت التدريبات في مقاطعات القرم وروستوف المتاخمة للحدود الأوكرانية، وأستراخان وفولغوغراد وإقليمي ستافروبول وكراسنودار وجمهوريات شمال القوقاز، إضافة إلى القواعد الروسية في أبخازيا وأرمينيا وأوسيتيا الجنوبية.

وفي سباق التسلح مع الدول الغربية ولا سيما واشنطن، أعلن بوتين لأول مرة نجاح الجيش فجر أمس الأول في إطلاق وابل من نظام زيركون الفرط صوتي، معتبراً أنه «حدث عظيم وخطوة مهمة لتعزيز أمن روسيا وقدراتها الدفاعية».

في المقابل، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أوكرانيين وأميركيين أن كييف بحاجة إلى تعزيز قوتها العسكرية لمواجهة تهديدات روسيا وردع أي هجوم محتمل، وطلبت من وزارة الدفاع (البنتاغون) «مساعدة أمنية»، موضحين أن الطلب شمل أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ عالية التقنية والبيت الأبيض لا يزال يدرس هذه المساعدة.

وفي ذروة التوتر، اعتبر سكرتير مجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوففي أن بوتين «يريد تدمير أوكرانيا وإحياء الاتحاد السوفياتي»، مؤكداً أنه يسعى قبل كل شيء إلى «زعزعة الاستقرار من الداخل عبر هجمات إلكترونية وأزمة طاقة لتقسيم البلد في شكل يفقد حدوده معه وفي حال فشل هذا السيناريو، فإنه سيستخدم وسائل أخرى بما في ذلك العسكرية».

وقال دانيلوف: «بالنسبة إلينا، التهديد موجود كل يوم، بغض النظر عن عدد القوات الروسية المنتشرة على الحدود»، مشدداً على أن بوتين، الذي شكك الخميس في وجود أمة أوكرانية منذ سنوات وقال إن لينين «أنشأها» في عشرينات القرن الماضي، لن يحقق غاياته لأنه «في حال وقوع هجوم روسي، فإن المجتمع بأسره، عسكريين ومدنيين سيقاوم. وسنحمي بلادنا، نقطة على السطر».

سياسياً، استدعت «الخارجية الروسية»، أمس الأول القائم بأعمال السفارة الأوكرانية، فاسيلي بوكوتيلو، معتبرة أن الهجوم على قنصليتها في مدينة لفوف بزجاجة حارقة عمل إرهابي يتطلب اعتذاراً عن فشل كييف في الإيفاء بالتزاماتها الدبلوماسية.