جاستن ترودو يوحّد الغرب ضد الصين وجو بايدن يحشد لعزلها

الحزب الشيوعي يستبدل حاكمه القوي لإقليم شينجيانغ ويراقب الموارد الطبيعية بقمر اصطناعي جديد

نشر في 27-12-2021
آخر تحديث 27-12-2021 | 00:04
افتتاح أول طريق سريع عابر للصحراء في شينجيانغ بشكل رسمي لتقليل وقت السفر بين المدن في شمال الإقليم 	(شينخوا)
افتتاح أول طريق سريع عابر للصحراء في شينجيانغ بشكل رسمي لتقليل وقت السفر بين المدن في شمال الإقليم (شينخوا)
على وقع الانقسام الكبير أمام معضلة الأزمة الآخذة في التوسع مع روسيا، حضّ رئيس وزراء كندا جاستن ترودو الدول الغربية على التوحّد في مواجهة الصين، التي اتهمت الولايات المتحدة بحشد المعسكر الدولي لعزلها عن العالم.
رغم إسدال الستار على خلاف دبلوماسي مرير وتّر العلاقات على مدى 3 سنوات، أعلن رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، أن الدول الغربية يجب أن تشكل جبهة موحدة ضد الصين لمنعها من استخدام المصالح التجارية في دفع تلك الدول إلى أن يواجه بعضها بعضا، في حين اتهم سفيرها لدى واشنطن إدارة الرئيس جو بايدن بالحشد لعزلها عن العالم.

وفي مقابلة مع تلفزيون «غلوبال» قال ترودو: «كنا نتنافس وكانت الصين، من وقت لآخر، تلعب مع كل منا بذكاء شديد في سوق مفتوح وبطريقة تنافسية، واندلع تنافس بين الأصدقاء لأننا ديموقراطيات رأسمالية تحاول أن تحسّن أوضاعها، وخاصة في ضوء الفرصة الاقتصادية الاستثنائية لارتفاع مستوى الطبقة المتوسطة الصينية».

ودعا ترودو إلى «تعزيز التعاون بيننا، وتشكيل اتحاد قوي بيننا، حتى لا تتمكن الصين من تفريقنا ودفعنا ليعمل بعضنا ضد بعض».

وتأتي تصريحات ترودو في ظل علاقات مشحونة بين الحكومتين، حيث احتجزت الصين كنديين اثنين لنحو 3 سنوات بتهمة التجسّس، في حين قبضت كندا على مينغ وانتشو، المديرة المالية لمجموعة «هواوي» الصينية للاتصالات.

في حين تشهد العلاقات الأميركية- الصينية تراجعاً شديداً خصوصاً عندما حمّل المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان الجنود الأميركيين مسؤولية انتشار جائحة «كورونا»، وعندما أطلق الرئيس السابق دونالد ترامب على الوباء «الفيروس الصيني»، اتهم السفير الصيني لدى واشنطن تشين جانغ إدارة بايدن أمس الأول بأنها «تحاول حشد الحلفاء لطرد الصين من النظام الدولي وليس في الولايات المتحدة فقط، من حيث الخط الصناعي وخط الإمداد وخط التكنولوجيا الفائقة» محذراً من أن «الاستمرار في التنافس الشرس أو الهجوم العنيف سيزيد ذلك من مخاطر المواجهة والصراع».

وقال تشين، لرؤساء تحرير وكبار مراسلي وسائل الإعلام الأميركية الكبرى، إن المنافسة مع الولايات المتحدة ليست «مباراة ملاكمة حديثة»، ويتعين أن تكون «مباراة سباق»، وينبغي ألا يُنظر إليها على أنها تهدف إلى الهزيمة وينبغي أيضا ألا يُفترض ذلك، معتبراً انه بدلا من التنافس في لعبة صفرية، يتعين على واشنطن وبكين الانخراط في «مباراة سباق» يمكنهما من خلالها أن يشجع بعضهم بعضا والاضطلاع بأفضل أداء لديهما والبحث عن فرص للتعاون والسماح بالنمو والتطور.

علاقات معقدة

ويقول الدكتور ديني روي استاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو الأميركية، وزميل مركز أبحاث الشرق والغرب الأميركي في تقرير نشرته مجلة «ناشونال انتريست»، إنه «بعد مرور عامين تقريباً، هناك ما يبرر بحث المراقبين عن الدلائل الأولى على حدوث تعافٍ في العلاقات يعترف بها الجانبان بقيمة التعاون وأخطار التوترات المنفلتة، ولكن ربما يكون بحثهم من دون جدوى».

فبعد أن عقد كبار المسؤولين الأميركيين والصينيين اجتماعاً مثيراً للجدل في تكساس مارس 2021، كانت القمة الافتراضية بين جو بايدن وشي جينبينغ في نوفمبر قمة عملية جدا. ومع ذلك، لم تسفر عن التقدّم المرجو منها من خلال خفض تصعيد التوترات. وفي الأيام التالية للقمة، استمرت الطائرات الحربية الصينية في تحليقها حول تايوان، مواصلة بذلك حملة ضغط عسكري دامت شهرا. وبالمثل، أعلنت إدارة بايدن مقاطعة دورة الألعاب الشتوية التي تستضيفها بكين، وعقد بايدن قمة من أجل الديموقرطية، وانتقدت حكومة بكين كل ذلك بشدة.

ويقول روي إن هذا السلوك المتبادل ليس أمراً غير عادي. فالعلاقات الأميركية- الصينية في فترة ما بعد عهد ماوتسي تونغ، اتبعت بشكل عام نمطاً دورياً، حيث كانت تحدث انتكاسات تتبعها فترات من التعافي. فمذبحة تيانانمين في يونيو 1989 دفعت واشنطن لتوجيه انتقادات للصين وفرض عقوبات وهو ما ردت عليه بكين بغضب. ومع ذلك سرعان ما تم رفع معظم العقوبات أو لم يتم تنفيذها أساساً. واحتفظت الصين بوضعها التجاري باعتبارها الدولة الأكثر تفضيلاً، وازدهرت التجارة مع أميركا في تسعينيات القرن الماضي.

ويؤكد روي أنه لحسن الحظ كانت عمليات التراجع الثنائية قصيرة. وتاريخياً، هناك إجماع في الدولتين على أن الحفاظ على علاقة بناءة يستحق تحمل القليل من التطورات المعاكسة. ولكن التعافي من التراجع في الوقت الراهن أمر أقل تأكيدا لأن الظروف الأساسية التي تؤثر على العلاقات الأميركية- الصينية تغيرت.

فحتى خلال الفترة الأخيرة، تمتعت أميركا بميزة هائلة بالنسبة للصين في القوة العسكرية والاقتصادية، وأسهم ذلك في توفر علاقات مستقرة.

وتستطيع بكين استخدام تجارتها كسلاح لإرغام الدول غير الموالية تقليديا لها على دعم أهدافها في الخلافات السياسية. كما أن الأمر الأكثر إثارة للقلق يتمثل في حقيقة أن لدى الصين فرصة منطقية للاستحواذ على القيادة في تطوير التكنولوجيات المستقبلية الأساسية مثل الذكاء الاصطناعي، وانتاج الطاقة الخضراء، والأدوية المتقدمة.

شينجيانغ والموارد

وبعد أيام من فرض واشنطن عقوبات جديدة على الشركات المتهمة بانتهاك الحقوق الأساسية في الإقليم، استبدلت الصين حاكمها القوي لمنطقة شينجيانغ تشن تشيوان قوه أمين لجنة الحزب الشيوعي الذي أشرف بحكم منصبه على الحملة الأمنية على عرقية الويغور ومسلمين آخرين تحت مسمى محاربة التطرف الديني.

وبحسب وكالة شينخوا فإن تشن، الذي تولى منصبه عام 2016 والمدرج على اللائحة السوداء الأميركية سيتولى منصبا جديداً، وإن ما شينغ روي، حاكم إقليم قوانغدونغ الساحلي منذ عام 2017، حل محله.

من جهة أخرى، أطلقت الصين قمراً اصطناعياً جديداً لمراقبة الموارد الطبيعية، من مركز «تايوان» لإطلاق الأقمار الاصطناعية، في إقليم «شانتشي». وسيعمل القمر، الذي طورته الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الفضاء، في المدار الشمسي المتزامن مع نظيره «زيد واي1- 02 دي» الذي أطلق في 12 سبتمبر 2019 لمراقبة الموارد الطبيعية لتلبية الحاجة الحالية لبيانات الاستشعار عن بعد، ذات الحلول المتوسطة، في مراقبة الموارد الطبيعية ودراستها والتنقيب عن المعادن ومراقبة البيئة الجيولوجية.

تساؤلات عن إمكانية تعافي العلاقات بين واشنطن وبكين
back to top