إيران تحاكي تدمير مفاعل ديمونة وإسرائيل تستعجل خطط ضربها
● حسين عبداللهيان يبحث مع مسؤول عماني تحسين العلاقات الإقليمية
● مقتل لواءين من «الحرس» باشتباك حدودي
أجرت إيران عملية محاكاة لتدمير مفاعل ديمونة الإسرائيلي خلال مناوراتها الأخيرة، قبيل استئنافها الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى اليوم، في حين أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بتسريع إعداد خطط ضرب برنامج طهران الذري؛ تحسباً لفشل المسار الدبلوماسي.
تصاعدت حدة التهديدات الخطابية الدائرة بين إيران وإسرائيل قبل يوم من استئناف مفاوضات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 مقابل رفع العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، وعمدت السلطات الإيرانية إلى تسريب تقارير عن إجراء قواتها عملية محاكاة لتدمير مفاعل ديمونة الإسرائيلي بصحراء النقب خلال مناوراتها الأخيرة أمس.وأفادت تقارير إيرانية بأن القوة الجوفضائية التابعة لـ»الحرس الثوري» نفذت محاكاة لهجوم على «ديمونة»، ضمن مناورات «الرسول الأعظم». وتم في التمرين «استهداف النموذج المحاكي للمفاعل الذري بـ 16 صاروخاً بالستياً و5 طائرات مسيّرة بنجاح ودقة عالية جداً».وقال نائب قائد القوات الجوية في الجيش العميد طيار مهدي هاديان أمس: «سنرد رداً موجعاً على أي تهديد يتعرض له أمننا القومي».
وأضاف هاديان، خلال اجتماع لقادة في الجيش، أن القوات الجوية مستعدة للدفاع عن إيران في جميع الظروف، وأكد أن سلاح الجو الذي يمتلكه الجيش سيمكنه من تنفيذ مهامه على أكمل وجه على مدى أكثر من 40 عاما، على الرغم من العقوبات المفروضة على إيران.وأمس الأول، هدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي برد شامل وواسع وحازم يغير المعادلات الاستراتيجية في المنطقة حال تعرض بلاده لأي هجوم عدائي.
استعجال إسرائيلي
في المقابل، أوعز رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إلى قواته بتسريع التحضيرات لشن هجوم محتمل على منشآت إيران النووية.وقال المسؤول الإسرائيلي خلال كلمة في حفل تخرج دفعة جديدة بسلاح الجو: «أنا أتابع المفاوضات حول الاتفاق النووي، وأدعو المجتمع الدولي إلى عدم الاستهانة بخطورة التهديد». وأضاف: «لا نسعى للحرب، لكننا نعد الخطط العسكرية ضد إيران».ورأى أنه «يجب تحييد التهديد النووي الإيراني بشكل نهائي، باتفاق أو بدونه، ويجب ألا يُسمح لإيران بامتلاك قدرات أسلحة نووية». وأشاد كوخافي، خلال كلمته في حفل تخريج دورة الطيران رقم 183 لسلاح الجو الإسرائيلي، بـ«قدرة القوات الجوية الإسرائيلية على الوصول إلى أي مكان وفي أي موقف».ولفتت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إلى أن «سلاح الجو الإسرائيلي، ضمن إطار تحضيرات، ضرب إيران، أدخل تعديلات على البرامج التدريبية والتأهيلية الخاصة بالطيارين والملاحين»، موضحة أن «التعديلات تخص المراحل المتقدمة من تلك البرامج التدريبية». وأوضحت أن قيادة الجيش الإسرائيلي تتخذ خطوات تمهيداً للجوء المحتمل إلى سيناريو شن هجوم عسكري على برنامج إيران النووي وسط الشكوك المحيطة بمسار التفاوض الدبلوماسي، الذي تصر عليه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لاحتواء الطموح الذري لطهران. ومن المقرر أن تستأنف اليوم في فيينا الجولة الثامنة من المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني، بعد صدور بيان بريطاني ألماني فرنسي مشترك يحذر إيران من تصعيد إجراءاتها النووية عقب انتهاء الجولة السابعة.مباحثات إقليمية
من جهة أخرى، جدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال استقباله وكيل وزارة الخارجية العمانية الشيخ خليفة الحارثي التأكيد على حرص حكومة بلاده على تعزيز العلاقات مع الجيران.وأشاد عبداللهيان خلال اجتماعه بالمسؤول العماني الرفيع، على هامش انطلاق أعمال اللجنة «المشتركة للاستشارات الاستراتيجية» بين البلدين، في طهران أمس، بـ«المكانة الخاصة لسلطنة عمان بين دول الجوار».وجاءت إشادة عبداللهيان بمسقط التي لعبت دوراً بارزاً واستضافت مفاوضات سرية بين الإيرانيين والأميركيين قبل توقيع الاتفاق النووي عام 2015، بعد ساعات من لقاء رئيس الوفد الإيراني المفاوض علي باقري كني. وأعرب باقري كني عن أمل بلاده في حل المشكلات الإقليمية عبر الحوار بين دول المنطقة خلال مباحثاته مع الحارثي التي تناولت مفاوضات فيينا النووية وقضايا إقليمية ودولية. وأكد الجانبان ضرورة تبنّي الحلول السياسية في اليمن، وحاجة دول المنطقة إلى الحوار فيما بينها. وتأتي زيارة المسؤول العماني بعد يومين من زيارة لافتة قام بها وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين لبحث عدة ملفات مع المسؤولين الإيرانيين، من بينها إنعاش وساطة بغداد بين إيران والسعودية بهدف عقد جولة خامسة من المباحثات الاستكشافية الرامية لإنهاء التوتر واستعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما.اشتباك حدودي
على صعيد منفصل، أعلن «مقر القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» أن قواته اشتبكت، ليل السبت ـ الأحد مع مسلحين قرب زاهدان، في المنطقة الحدودية لإقليم بلوشستان، جنوب شرقي إيران، مما أدى إلى مقتل اثنين برتبة لواء من عناصر الحرس الإيراني.وتعتبر منطقة بلوشستان الحدودية منطقة متوترة، وفي 1 ديسمبر الجاري، أفادت تقارير بوقوع اشتباك مسلح بين قوات حركة «طالبان» الأفغانية وقوات حرس الحدود الإيرانية، و»احتلال عدد من نقاط التفتيش الحدودية الإيرانية».وشهدت محافظتا بلوشستان وكرمان أيضاً اشتباكات مسلحة متكررة بين القوات الحكومية وتجار المخدرات في السنوات الأخيرة، وقتل عدد من قوات الشرطة في هذه الاشتباكات.من جهة ثانية، أفاد قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة يزد العميد عباس علي بهداني بضبط 720 كيلوغراماً من المواد المخدرة خلال اشتباك مسلح مع مهربين في المنطقة الصحراوية التابعة للمحافظة الواقعة وسط البلد.