تجيبها كده تجيلها كده... هي كده
العنوان لفيلم مصري أنتجته شركة بيراميدز للسينما والإنتاج الفني عام 1983 ، كتبه أحمد عبدالوهاب وأخرجه عمر عبدالعزيز ومن بطولة مديحة كامل وسمير غانم وفاروق الفيشاوي وإبراهيم سعفان رحمهم الله جميعاً.الفيلم كوميدي من الطراز الفاخر، يقع فيه سمير في حب مديحة لكن للأسف من طرف واحد، الأدهى والأمر أن الأمر يتعدى الحب من طرف واحد ليصل أن مديحة تقع في غرام فاروق صديق سمير الأقرب إلى قلبه، مما يشعر فاروق بالذنب لإحساسه بخيانته لصديق عمره سمير، طبعاً كل محاولات فاروق لإصلاح الأمر باءت بالفشل مما يرجعنا لعنوان الفيلم "تجيبها كده تجيلها كده.. هي كده".شاهدت الفيلم عبر كل هذه السنوات أكثر من خمسين مرة وفي كل مرة أضحك أكثر من قبلها.
تذكرته آخر الأيام وأنا أتابع الإعلان المرتقب لتشكيل حكومتنا الموقرة، فالتباينات حول مولدها والأسماء المرشحة مختلفة، بعضهم متفائل والآخر متشائم وبعضهم الآخر يتحدث عن اعتذار مفاجئ لسمو رئيس مجلس الوزراء المكلف. كلها توقعات رصينة لها أسبابها ولها احترامها، لكنني وبعد سنوات وسنوات من متابعة الشأن السياسي أعتقد أننا سنستمر في تعيينات البراشوتات للمراجع البرلمانية الكبيرة والسياسيين المنتظرين لفتات التعيينات، وستستمر الحكومة أياً يكون رئيسها بتلزيم المناقصات والممارسات للمختارين من المقربين، وسنستمر نسمع عن علاج في الخارج، وقبول في الكليات العسكرية، لأن من يعتقد أن القرعة لا تضبط حسب الطريقة الكويتية واهم، وسنستمر نعاني من طيران الحصى والمناهيل التي تقصفنا في طرقنا السريعة وغير السريعة، وسنستمر في ملف الشهادات المزورة، ولن ننتهي منها لأن التزوير والرشوة تحولا إلى ثقافة تمارس، وسنستمر في رياضة متراجعة وفن هابط. باختصار مؤسف كنت أتمنى ألا أتبناه، لكن واقع كتابنا وكتابكم يفعل، الموضوع أشبه بالفيلم موضوع المقال "تجيبها كده تجيلها كده... هي كده"، وكل عام وأنتم بخير.فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.