دافع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، عن سياسة رفع أسعار الكهرباء بالتوازي مع تقليص الدعم المقدّم لها، قائلاً إن «رفع أسعار الكهرباء ليس من أجل الغلاء، بل بهدف المحافظة على جودة الخدمة، وأنّ الدولة لا تستطيع تحمّل أعباء المشاريع الضخمة وحدها»، مجددا الثقة بوزير الكهرباء محمد شاكر «الذي استطاع تحقيق إنجاز حقيقي من تحويل مصر من دولة تعاني عجزا في قطاع الكهرباء، إلى دولة مصدّرة في غضون 5 سنوات».السيسي، الذي افتتح المرحلة الثالثة من مشروع بنبان لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في الصعيد، الذي يعدّ الأكبر في العالم، أمس، قال: «لما كنت باتكلّم مع الناس كانوا بيقولوا إيه؟ الكهرباء غالية علينا. هي غالية مش عشان احنا عايزين نغلّيها عليكم. دايما أقول حوكمة إجراءاتنا، يعني اللي احنا بنعمله ده المستهدف منه بنحصله ولا لأ. لو مش بنحصله هيبقى فيه عجز مين هيتحمله؟ الدولة! والدولة لا تستطيع أن تتحمل، لأن الأعباء بتاعة المشاريع ضخمة جدا جدا».
ووجّه السيسي الشكر إلى وزير الكهرباء «بسبب جهوده في النهوض بقطاع الكهرباء»، وقال: «الدكتور شاكر ليه مكتب وشركة كبيرة جدا، وأوّل ما قولنا له تعالَ معانا ساب الشركة، ولم يسمح لها بالدخول في شغل مع الحكومة، وقال: لأ، وأي حاجة بيعملها من دون مقابل، وأنا بصراحة حابب الحكاية دي، وباشكرك على ده».وتابع الرئيس المصري: «الدكتور شاكر قدر من خلال جهده وعلمه أن يحقق نقلة كبيرة جدا في الكهرباء بمصر، كنّا السنوات الماضية في ظروف عصيبة جدا في موضوع الطاقة بمصر، والآن نسير في اتجاه أن نكون كأي دولة متقدمة جدا في المجال. وده اللي خلانا بنتكلم على ربط كهربائي مع دول الجوار»، وأشار إلى أن ما أنفق على قطاع الكهرباء في مدن الصعيد بلغ 150 مليار جنيه خلال السنوات الخمس الماضية. ورفض السيسي العودة إلى سياسة المنح المالية المباشرة للمواطن، إذ رد قائلا على طلب أحد المواطنين منحة مالية: «أنا أعمل شغل بس. مابهاديش حد ومابديش فلوس لحدّ خالص»، وتابع: «الاهتمام مش كلام. حد يقولي ما تدي الناس رقم صغير. أديك رقم صغير وأسيبك كده؟ لا كهرباء ولا مياه ولا صرف صحي ولا طرق. إيه ده، هاضحك عليكم؟».ويعكس تصريح السيسي حالة من القطيعة مع نهج اعتادت الدولة اللجوء إليه في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، الذي اعتمد على سياسة المنح النقدية بشكل شبه ثابت سنويا، وتثبيت لمعدّل ارتفاع الأسعار، مقابل تردّ واضح للخدمات الحكومية المقدّمة، بما في ذلك تراجع كفاءة قطاعات الكهرباء والطرق والصرف الصحي.في سياق منفصل، عقد وزراء الخارجية والمخابرات في مصر والأردن وفلسطين، قمة مباحثات في القاهرة أمس، لمناقشة مستجدات القضية الفلسطينية، وسبل دعمها في ضوء آخر المستجدات، بينما اعتبر وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري، أحمد فؤاد أباظة، أن الاجتماع المشترك فرصة لدعم القضية الفلسطينية، بما يحقق مطالب الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، فضلا عن وقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي جميع ممارساتها غير الشرعية.
دوليات
السيسي يدافع عن أسعار الكهرباء ويرفض المِنح المباشرة
28-12-2021