إنسانة بمنتهى النبل وبمنتهى الأخلاق...
وبمنتهى الكرم...كما أنها مثلت جيلاً من الكويتيات الوفيات للوطن بالشجاعة والمروءة والعلم...كم من التحديات جابهت هذه المرأة، وانتهت برصيد هائل من الصبر، وتخطت الكثير من الصعاب بمرافقة زوج مناضل كافح ضد الظلم وسعى نحو تعزيز الديموقراطية وحرية الرأي. وكانت هي السند والعون في جميع القضايا التي تبناها، ولم تتوان أو تنعكف متخلية عن دورها السياسي والاجتماعي والوطني.حتى في بدايات تعليم المرأة بالكويت، كانت من الأوائل الذين التحقوا بالتعليم النظامي، ومن الأوائل الذين التحقوا بالتعليم الجامعي في القاهرة...كما أن التاريخ سجل لها أنها ضمن مجموعة من النساء الكويتيات اللواتي قمن بحرق "البوشية" في ساحة المدرسة، كرمز للحرية والتحضر...وعندما يأتي الأمر للإيمان بالقومية العربية، فهي المثال الساطع الذي قاد المظاهرات ضد العدوان الثلاثي على مصر العربية.إنها امرأة من عنصر نادر، وتستحق أعلى الأوسمة لشجاعتها، ولكنها عاشت حياتها بتواضع جم، ولم تطمع بأكثر من ذلك.إنها السيدة الفاضلة شيخة يوسف الحميضي، التي توفاها الله السبت الماضي، وهي أرملة المرحوم السيد جاسم القطامي، الذي لا يحتاج تاريخه المشرف إلى شرح وتفصيل.رحمة الله عليها، وها هي حتى في مثواها الأخير تبقى شامخة في قلوب أهل الكويت. الله يرحمها ويغمد روحها الجنة، وعزاؤنا الحار ليس لأفراد عائلتها فقط بل لأهل الكويت جميعاً، فهي إلى جانب إسهاماتها تبقى في الذاكرة أيضاً، كالرفيقة المخلصة للسيد جاسم القطامي، ذلك الرجل الشجاع الذي رفض تفريق مظاهرة نسائية عندما كان مديراً لشرطة الكويت، وفضل الاستقالة من المنصب.رحمة الله على السيدة الفاضلة شيخة يوسف الحميضي، ولن ننسى ما قدمته من إسهامات اجتماعية وسياسية من أجل رفعة الكويت وازدهارها.
أخر كلام
الله بالنور : مثال لروح الكويت وعبقها
28-12-2021