«حزب الله» يُحرِج لبنان مجدداً مع السعودية والانتخابات مدار بحث الحريري والسنيورة
ولج لبنان إلى منزلق جديد بالأزمة المستفحلة بجموحٍ لا لجام له، والتي تتفرع داخلياً وخارجياً ويرتفع منسوب الضغط بلا أي أفق للحلول، إذ حمل إعلان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، دلالات كثيرة للتداعيات السلبية لنشاط «حزب الله» ودعمه للحوثيين في استهداف السعودية، وما لذلك من تبعات كثيرة في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع تأخر إصدار موقف لبناني يدين ويشجب.وبينما أكدت مصادر في رئاسة الحكومة رفض الإساءة للدول العربية وأي نشاط يهدد أمنها، أصبحت مواقف لبنان مستعادة بلا أي ترجمة عملية، وهو ما يقدّم صورة على انعدام قدرة الدولة على فرض سيطرتها، والانتقال من مرحلة الفصل بينها وبين الحزب، إلى التماهي بينهما، لجهة استقواء الأخير، والسيطرة عليها وعلى سياستها الخارجية. وهو مسار تصعيدي للأزمة على وقع مفاوضات فيينا من جهة، والمفاوضات التي ستتجدد بين السعودية وإيران من جهة أخرى، إذ أعلن وزير الخارجية الإيراني التحضير لجولة تفاوض جديدة، تقول عنها مصادر دبلوماسية إنها حتى وإن حققت تقدماً في مجالات سياسية مختلفة، فلن تؤدي إلى معالجة مشكلة المملكة مع «حزب الله»، لأنها تتعاطى من موقع الدولة مقابل دولة، ولا يمكنها التفاوض مع ميليشيا أو جهة مسلحة خارجة على القانون ولها نشاط في دول متعددة، مما يعني أنه حتى إنْ حصل اتفاق سعودي- إيراني فلن يشمل الحزب أبداً، وهذا سيلقي مزيداً من الضغوط على لبنان.
إنها الأزمة المديدة التي لا تؤشر أي معطيات إلى موعد انتهائها، بل سيكون لها المزيد من الانعكاسات السلبية على مختلف الوقائع السياسية، والاقتصادية والاجتماعية. يأتي ذلك في ظل تضارب الحسابات الداخلية بين «حزب الله» ومختلف القوى السياسية، لأنه يصطدم بخصومه التقليديين بسبب الاختلاف حول السياسة الخارجية التي تلحق الضرر بمصالح اللبنانيين، كما يصطدم أيضاً برغبات وطموحات حلفائه لا سيما الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، اللذين يحمّلانه مسؤولية عدم الوقوف إلى جانبهما في مواجهة خصومهما، ويحاول الرجلان إحراجه سياسياً لكسبه أكثر واستقطابه من الآن حتى موعد الانتخابات النيابية والرئاسية. في السياق، وقع وزير الداخلية مرسوم إجراء الانتخابات في 15 مايو، وهي رغبة الرئيس عون بخلاف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يريدها في 27 مارس المقبل. والمرسوم هو خطوة جدية على طريق التحضير للاستحقاق، والأهم أن يستمر السعي الجدّي لإجرائها، وألا تذهب ضحية لحسابات سياسية متناقضة. وفي وقت تُجمِع فيه القوى السياسية على ضرورة إجرائها بموعدها، تبدي تخوفها من احتمال تأجيلها بسبب حصول تطورات، وهذا يفتح الباب أمام احتمال حصول تدهور أمني في لبنان على وقع الانهيار المستمر والمستشري.التحضير للانتخابات والبحث في مداولاتها كانا حاضرين في لقاء رئيسي الحكومة السابقين فؤاد السنيورة وسعد الحريري بالإمارات، إضافة للعمل على جمع شخصيات سنية في كتلة واحدة قادرة على تشكيل وزن سياسي بالمعادلة، هذا الطرح جاء بعد تفكير الحريري في العزوف ودعم شخصيات بديلة، وهو أمر تقول مصادر متابعة لمجريات اللقاء سيكون بحاجة لمزيد من التشاور لتوضيح الصورة وأخذ الموقف النهائي، في حين تشير مصادر تيار المستقبل إلى أن الحريري سيعود قريباً للبنان ليعلن موقفه النهائي.