استحضرت روسيا أمس أزمة الصواريخ الكوبية، التي قادت العالم إلى شفا حرب نووية عام 1962، وتعهدت بوضع حد لزحف الولايات المتحدة وحلفائها في شمال الأطلسي «الناتو» نحو حدودها الشرقية خلال «حرب صغيرة» في أوكرانيا.

ومع إعلانه عن أول جولة من المحادثات المباشرة بين الدبلوماسيين والعسكريين الروس والأميركيين بعد عطلة رأس السنة في 12 يناير المقبل، لمناقشة قائمة الضمانات الأمنية المطلوبة من «الناتو»، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية بالسعي إلى إثارة «حرب صغيرة» في أوكرانيا، قائلاً: «لا أستبعد أن هذه الرغبة هي ببساطة تأجيج للمشاعر العسكرية، وشن حرب صغيرة، ثم إلقاء اللوم علينا، وفرض عقوبات جديدة لكبح قدراتنا التنافسية».

Ad

وأكد لافروف، الذي استخف بتهديدات نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بفرض «عقوبات غير مسبوقة» على روسيا، أن الولايات المتحدة تضخ الأسلحة، وتتفاخر بأنها زودت أوكرانيا بالذخيرة والأسلحة والأنظمة الهجومية وصواريخ «غافلين»، مشدداً على أن حلف الناتو أصبح «مشروعاً جيوسياسياً بحتاً» لاستيعاب أراضٍ ظلت بلا مالك بعد انهيار حلف وارسو والاتحاد السوفياتي «وكلمته لا مصداقية لها».

ورأى نائبه سيرغي ريابكوف أنه «يتعين على روسيا أن تضع حداً لزحف الناتو باتجاه الشرق، وتوسيع بنيته التحتية وقدراته، والحيلولة دون انضمام أوكرانيا إليه»، محذراً من خطر «جدي» في حال تواصل نشر المنظمات العسكرية على الحدود، على غرار أزمة الصواريخ الكوبية، حين نشرت الولايات المتحدة صواريخ بالستية بإيطاليا وتركيا، ورد عليها الاتحاد السوفياتي بالمثل في كوبا.

وعلى الأرض، بدأت وزارة الدفاع الروسية تدريباً قتالياً على صد غارات جوية مكثفة، واختبار ضمان حالة التأهب القصوى بمشاركة 10 آلاف جندي في عدة مناطق مثل فولغوغراد وروستوف وكراسنودار وشبه جزيرة القرم، مؤكدة أنها خصصت وحدات وتعزيزات لمواجهة الحالات الطارئة المحتملة.