تركي الفيصل: سنكون أقليات في بلادنا في وقت ما
• «بعض دول الخليج تعاني من خلل سكاني»
• حذر من سياسات «مجلس التعاون» لعدد العمالة الموجودة
حذر رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل من استمرار السياسات التي تتبعها دول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة لعدد العمالة الموجودة، قائلاً «سنكون أقليات في بلادنا في وقت ما».وقال الأمير تركي الفيصل، في محاضرة ألقاها بنادي الأحساء الأدبي مساء أمس الاثنين، تحت عنوان «تحديات الهُوية والمواطنة»، إن «بعض دول الخليج تعاني من خلل سكاني، وهو جرس إنذار لما يحمله المستقبل من تحديات وطنية شاملة».وأضاف تركي الفيصل، السفير السابق للمملكة في واشنطن، ولندن «نحن مطالبون في دول مجلس التعاون الخليجي بالعمل الحثيث لاستكمال عملية التكامل القائمة والسعي المتواصل لتحقيق الاندماج الكامل، علينا مراجعة سياساتنا في كافة القطاعات بشكل جدي ليكون هدفها بناء المواطن تعود فائدتها على شعوبنا وترسخ هويتها الوطنية».
وأوضح أنه «إذا ما استمرت السياسات التي اتبعت خلال عقود ماضية، فإننا -لا شك- سنكون أقليات في بلادنا في وقت ما، وبالتالي وجودنا نفسه سيكون عرضة للخطر»، مشيراً إلى أن التنمية الاقتصادية يجب أن ترتبط بالتركيبة السكانية. وقال «الهوية والمواطنة تتقاربان وتتداخلان وقد تتماهيان بشكل كامل إذا ما كانت الدولة تجسد وجود جماعة ذات هوية واحدة»، مشيراً إلى «أننا لم نكن وحدنا في الخليج أو العالم العربي والإسلامي، من لامسته هذه الهواجس حول مهددات وتحديات مسألة الهوية التي تحملها العولمة، ففي الولايات المتحدة الأكثر اندماجاً في العولمة والمحرك لها أثارت مخاوف الكثيرين من صفوة نخبتها».وأوضح الأمير تركي الفيصل أنه «يجب علينا لتحقيق التوازن على مستوى الهوية الكبرى تعزيز عناصرها بالانفتاح والتسامح، وترك العصبيات الضيقة، والاعتزاز بالذات، والحفاظ على مكانة لغتنا العربية، وهي وعاء هذه الهوية في جامعاتنا ومدارسنا ومراكزنا العلمية وفي إعلامنا ومنازلنا».وقال تركي الفيصل «لا ينبغي أن ننسى أنه خلال العقود الماضية، استقبلت المملكة عشرات الملايين من الوافدين الذين قدموا إليها للعمل أو الزيارة، وما زال يعيش فيها أكثر من 12 مليون وافد، وتعايش الجميع بسلام، ولم يؤخذ أحد بجريرة دينه أو مذهبه أو جنسيته».وأكد أن «هذا دليل على أن التسامح ديدن هذا المجتمع وجزء من أخلاقه، ومهما نسمع أحياناً من اتهامات باطلة توجه للمملكة بشأن التعامل مع الآخرين المختلفين فالواقع يدحضه ولم يؤخذ أحد إلا بسبب إخلاله بالنظام العام أو بسبب العمل على زعزعة الأمن والاستقرار».وأشار إلى أن «المملكة بكل ود وترحاب وتسامح استقبلت وخدمت خلال العقود الماضية عشرات بل مئات الملايين من المسلمين بكافة خلفياتهم المذهبية والدينية كحجاج ومعتمرين وزوار».