أي مجازفات تأخذها روسيا لغزو أوكرانيا؟
![نيو ستاتسمان](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1602439552189417400/1602439568000/1280x960.jpg)
هذا الأسبوع، طلبت موسكو من حلف الناتو أن توقف جميع نشاطاتها العسكرية في شرق أوروبا وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى، طالبت روسيا أيضاً بضمانات تمنع الجمهوريات السوفياتية السابقة من الانضمام إلى الحلف، فبرأي بعض الخبراء، ستشكّل هذه المطالب الغريبة مناورة واضحة في أي مفاوضات محتملة بين روسيا والناتو، وفي غضون ذلك، رفض الرئيس الأميركي جو بايدن طلباً روسياً سابقاً يدعو إلى إلغاء الوعود بِضَمّ أوكرانيا وجورجيا إلى الحلف.من المتوقع أن يترافق أي غزو محتمل مع عقوبات هائلة، وقد أعلن الغرب أنه مستعد لفرضها في حال اندلاع الحرب، كذلك، سيتأثر اقتصاد البلد بأي جولة جديدة من التدابير الغربية، مع أنه زاد قوة بعد سبع سنوات من العقوبات. لهذا السبب، يظن البعض أن الوضع الراهن سيستمر ولن يحصل الغزو المتوقع، وفي هذا السياق، تقول كاثرين كوين جادج، محللة سياسية أوكرانية في مجموعة الأزمات الدولية، إن استمرار الصراع الإقليمي العالق يخدم مصالح الطرفَين معاً.يقال إن السلطات في دويلات موالية لروسيا مثل "دونيتسك" و"لوهانسك" متورطة بتهريب الأسلحة والتبغ، لكن تخشى جهات معينة في هذه الأوساط أن تتعرّض للملاحقة القانونية إذا عادت المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى روسيا، ففي الحد الأدنى، ستخسر هذه الأطراف سيطرتها على عمليات التهريب وخطط الفساد التي زادت ثرواتها. في غضون ذلك، بات الكرملين مقتنعاً بأن الصراع القائم لم يسمح له بتحديد التوجهات الجيوسياسية في كييف، لكنه يسمح لروسيا بمتابعة الضغط على الحكومة الأوكرانية الموالية للغرب وزعزعة استقرارها.كذلك، يبدو أن انفصال "دونباس" عن أوكرانيا يصبّ في مصلحة القوميين الأوكرانيين المتشددين، إذ لم يعد هذا المعسكر يحتاج اليوم للتعامل مع شريحة واسعة من السكان الموالين لروسيا أو الناطقين باللغة الروسية في البلد، فقد كان هذا العامل يشكّل عائقاً كبيراً أمام نظام الحُكم الموحّد والموالي للغرب الذي تحلم به هذه الجماعة. تقول كوين جادج: "يحمل المتشددون أسباباً أيديولوجية معينة لتبرير عدم رغبتهم في إعادة الاندماج مع أوكرانيا"، وفي الوقت نفسه، يبدو أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تخلى عن وعوده السابقة بتجديد العلاقات مع المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون.تستنتج كوين جادج في تحليلٍ جديد لها: "قد يستمر الصراع الخفيف الراهن إلى ما لا نهاية لكن تتخلله أحداث مقلقة كتلك التي نشهدها اليوم، وسرعان ما تصبح هذه التطورات جزءاً من المراوحة القائمة". حتى لو لم تندلع الحرب بين روسيا وأوكرانيا إذاً، فقد لا تكون هذه الجولة من الاضطرابات المتصاعدة الأخيرة من نوعها.