«فيينا 8» تحصر خلافات إيران النووية والاقتصادية
● نفتالي بينيت يطالب القوى الكبرى بموقف أكثر حزماً
● لندن: طهران من أكبر 3 دول معادية
في وقت يخيم الغموض على محادثات الجولة الثامنة في فيينا حول الملف النووي الإيراني وتقدير أوساط دبلوماسية أنه سيكون من المستحيل التوصل لتفاهم بشأن إحياء اتفاق عام 2015 إذا مر شهر دون تحقيق نتائج ملموسة، بدأت اجتماعات لجان الخبراء، بحث القضايا العالقة الخلافية فيما يتصل بملفي رفع العقوبات الأميركية عن طهران، والخطوات التي يجب على الأخيرة اتخاذها لإعادة القيود على برنامجها الذري. وسيعمل المفاوضون في لجنة الخبراء لرفع العقوبات على إكمال مسودة تحديد النقاط الخلافية في مسألة رفع العقوبات وحصرها، فيما يبحث المفاوضون في لجنة الخبراء للمسائل النووية إيجاد حلول للنقاط الخلافية في هذا الشأن، التي حُدِّدَت في الجولة السابقة في مسودة جاهزة. وتعمل لجنة «الإجراءات التنفيذية» على بحث ملف آليات تنفيذ الاتفاق المحتمل في ضوء مطالبة إيران بضرورة أن تقدم الولايات المتحدة أولاً على رفع العقوبات، ثم تتحقق طهران من ذلك، فضلاً عن المطالبة بتقديم ضمانات لعدم الخروج من الاتفاق النووي لاحقاً، في ظل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الحالية أو في الإدارات المقبلة. وصرح كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، أمس، بأن أطراف المفاوضات أكدت خلال اجتماع الافتتاحية، أمس الأول، «أولوية مسألة رفع العقوبات»، مضيفاً أن «سر النجاح والتقدم في المفاوضات في التوصل إلى اتفاق يكمن في إلغاء العقوبات بشكل مؤثر وعملي».وشدد باقري كني على أن «تأكيد الأطراف هذا الموضوع وإبداءها الجدية في وضع رفع العقوبات على الأجندة، يشكل مؤشراً يبعث على الأمل»، مشيراً إلى أن «حصول تقدم في هذا الملف يمكنه أن يسهل الطريق للتوصل إلى اتفاق».وعن إمكانية الوصول إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي قبل يناير المقبل، شدد كبير المفاوضين الإيرانيين على أنه «كلما يبدي الطرف الآخر استعداداً وإرادة أكثر جدية للقبول بالآليات المطلوبة لدى الجمهورية الإسلامية في رفع العقوبات، خصوصاً فيما يتعلق بموضوعي التحقق من إلغائها وتقديم ضمانات، يمكن الوصول إلى الاتفاق في أقصر وقت».
ودعا الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات أولاً لتعود إيران إلى التزاماتها النووية بعد التحقق من رفع العقوبات عملياً، مشيراً إلى أن رفع العقوبات عن القطاعين المالي والمصرفي على جدول أعمال مفاوضات في هذه الأيام. في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، إن مفاوضات فيينا تمضي في مسار جيد، مضيفاً «إذا واصلت الأطراف الأخرى في فيينا المفاوضات بحسن نية؛ فيمكن التوصل إلى الاتفاق في المستقبل القريب».في غضون ذلك، توعدت إسرائيل مجدداً بمنع إيران من تصنيع السلاح النووي. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي: «بالطبع يمكن أن يكون هناك اتفاق جيد، بالطبع نحن نعرف المعايير، هل من المتوقع أن يحدث ذلك الآن في الظروف الحالية؟ لا، لأنه يجب أن يكون هناك موقف أكثر حزماً». وشدد بينيت على أن إسرائيل ليست جزءاً من المفاوضات الجارية في فيينا بين طهران والدول العظمى. واعتبر أن «إيران تتفاوض من موقف ضعيف جداً، لكن العالم للأسف يتصرف كما لو أنها قوية». وأضاف أن حكومته بنت إستراتيجية عملية للتعامل مع ما سماه «الخطر الإيراني» لا تقتصر على المشروع النووي وحسب.وأكد أن طهران أحاطت بلده بـ»مئات آلاف الصواريخ على مدى 30 عاماً، وهذا ما يجب إعادته إلى الوراء». وغداة كشف وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد أنه أوصل رسالة لكل أطراف مفاوضات فيينا بأن إسرائيل ستتحرك عسكرياً بمفردها، إذا اضطر الأمر، ضد إيران، نشر «الحرس الثوري» الإيراني فيديو يظهر محاكاة لاختراق القبة الحديدية الإسرائيلية خلال المناورات العسكرية الأخيرة.وتحدث عدد من القادة العسكريين الإيرانيين، أمس، عن «المناورات العسكرية الأخيرة لقواتهم، ومراقبة العدو، والقدرة على كسر الدرع الصاروخية». إلى ذلك، وصف وزير الأمن وشؤون الحدود البريطاني، داميان هيندز، إيران، إلى جانب الصين وروسيا، بأنها أكبر ثلاث دول معادية لبريطانيا، قائلاً، إن هذه الدول الثلاث لديها «إمكانيات إلكترونية كبيرة».