وسط حالة من التململ لقطاع عريض من المصريين بسبب ارتفاع الأسعار، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، إنه لا يخاف ولا يهمه إلا حال البلد، ودعا المصريين إلى تذكر أحداث 2011، والتي كان من الممكن أن تقود البلد إلى مصير الخراب والدمار، في إشارة على ما يبدو إلى أحد المسارات الممكنة لثورة يناير 2011، والتي لم تتحقق، وفي الوقت نفسه رفضه للمسار الثوري للتغيير في مصر.وأضاف السيسي، الذي يواصل افتتاح مشروعات مختلفة في مدن الصعيد، لليوم الرابع على التوالي، «أنا لا بخاف ولا بيهمني إلا البلد دي... العمر ده بتاع ربنا والمكان اللي أنا فيه ده بتاع ربنا، لما يقول لي يالا همشي»، وذلك في إطار استخدامه لهجة حادة في انتقاد إدارة المؤسسات الحكومية وقطاع الأعمال، وارتفاع رواتب أعضاء مجالس إدارات هذه المؤسسات، مؤكدا أن «الإدارة الصحيحة تقوم بعدم تعيين الأقارب والمعارف».
وشدد على أنه «لا يقول كلاما جميلا»، وأنه يهدف إلى التعلم من التجارب السابقة لمعرفة سبب فشل مشروعات في سنوات سابقة، ورفض سياسة تحميل القرارات الصعبة بتحريك الأسعار لرئيس الوزراء أو الوزراء، قائلا: «أنا عايز يوم القيامة ربنا يشيلني (يحملني) كل حاجة أنا عملتها... إحنا بنضع أسس لدولة جديدة لكي تكبر وتنمو كما نتمنى ونأمل».
شكر المواطن
ووجه السيسي الشكر إلى المواطن المصري الذي «يريد مصلحة بلده، واستحمل معانا السبع سنوات الماضية إجراءات صعبة جدا، لأنه شعر بفطرته وذكائه أن هناك محاولة للإصلاح من جانب الدولة لمسارها»، لكنه ذكر بأوضاع الدولة المصرية الهشة قبل عشر سنوات قائلا: «لن أنسى عام 2011... والمفروض يا مصريين لا تنسوا العام ده... اللي أنقذكم ربنا وحده... وربنا اللي أنقذ البلد دي من مصاير الخراب والدمار... ولأجل خاطر 100 مليون مصري».وتابع: «ربنا أنقذ البلد دي علشان البسطاء والغلابة، لحكمة إلهية ربنا أنقذها... هل هنكرر نفس المسار تاني؟ لا طبعاً، الكلام ده لو هيزعلكم أنا هاجي عليكم، علشان أنا خايف على البلد... ماينفعش تزعلوا مني، أنا خايف عليكم والكلام دا للمسؤولين وأصحاب الشركات... ماتزعلش إلا على نفسك وإنك تكون سبب في خراب وضياع بلدك»، لافتا إلى أننا «في عالم عنيف مافيهوش مكان غير للي بيشتغل ودماغه في شغله وحاله ومحتاله».ملف الدعم
وتطرق السيسي إلى ملف الدعم مجددا، وهي المرة الثالثة التي يتحدث فيها عن هذا الملف على الهواء خلال أسبوع، وتحديدا منذ تصريحه الأربعاء الماضي بخصوص تقليص دعم البطاقات التموينية وقصرها على فردين لكل أسرة، الأمر الذي فجر موجة من الجدل في الشارع المصري، بخصوص نية الحكومة الاستمرار في تقليص فاتورة الدعم، في وقت تشهد تكاليف الحياة اليومية بمصر ارتفاعا في الأسعار.وشرح الرئيس فلسفة حكمه، قائلا إن الهدف الذي تسعى إليه الدولة هو إغناء الناس، ورفع مستوى معيشتهم، بدلا من اعتمادهم على الدعم دون إحداث نهضة حقيقية، ودعا المسؤولين إلى محاولة تقديم الدعم للفلاحين في صورة أموال مباشرة بدلا من تقديمه في شكل «شكائر سماد» كخطوة لمحاربة الفساد، «حاولوا يا جماعة تحولوا الدعم المقدم لفلوس بدل شكارة ولا اتنين للفدان، لكي أحرر وأمنع الفساد المحتمل في إدارة المنظومة».وأشار إلى أنه وجه وزير النقل الفريق كامل الوزير إلى عدم الاقتراب من سعر تذكرة قطار السكك الحديدية، إلا بعد إزالة جميع العربات والجرارات القديمة عن السكة، وطالب وزير النقل بـ»قول الحقيقة فيما يتعلق بانهيار منظومة السكك الحديدية قبل البدء في عمليات التطوير الجارية».وتابع: «اللي اتعمل منذ عام 1952، حتى عام 2010، في خمسين سنة تقريبا، تلت مرات بالنسبة للجرارات، ومرتين بالنسبة للركاب، وعشرين في المئة بالنسبة لعربات نقل البضائع، في ستين سنة، ولما بقول الكلام ده بحطه قدامكم عشان تعرفوا حجم المشكلة، والدنيا اتغيرت. بس إحنا ماقدرناش نواكب ده معاهم»، لافتا إلى أن ما تم في الخمسينيات والستينيات يعود في جزء منها إلى فرق التسعير، الذي مكن من الإنجاز في تلك الفترة.وأرجع انهيار مرفق السكك الحديدية إلى سياسة التسعير، وسياسة الدعم وتحمل الدولة العبء بالكامل أدى إلى هذا الانهيار، وأن المسؤولين في الماضي كانوا يخشون من مصارحة المواطنين بالحقائق، قائلا: «خايف ولو البلد تخرب... عشان الكرسي... يقعد هو ويخلي البلد كهن (متهالكة)»، مشيرا إلى أن بعض المواطنين كانوا يضربون القطارات بالطوب والحجارة، لأن «شكله تعبان ومش عاجبه ورافضه».ويفتتح السيسي عدة مشروعات قومية جديدة في محافظات الصعيد، بداية من مطلع الأسبوع الجاري، في إطار ما تطلق عليه الحكومة المصرية «أسبوع الصعيد»، إذ افتتح أمس مدينة أسوان الجديدة وكورنيشها ومنطقة الإسكان والفيلات و«مصنع كيما 2» لإنتاج اليوريا ونترات الأمونيا بالمحافظة، وشهد تدشين الوحدات المتحركة الجديدة بمحطة السكة الحديد، فضلا عن عدد من المشروعات الأخرى.