وسط تحذيرات من أن حالة انسداد الأفق السياسي التي يعايشها السودان منذ أكثر من شهرين، مع تصاعد الاحتجاجات في الشارع، قد تقود إلى حالة من الفوضى، لا سيما مع تعدد الميليشيات المسلحة، قرر مجلس السيادة الانتقالي بزعامة قائد القوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان بدء الإجراءات العملية للانتخابات المقبلة التي من المقرر أن تبدأ مع مطلع يناير المقبل وتنتهي في يوليو 2023.

وذكرت الصفحة الرسمية للمجلس على «فيسبوك»، أمس، أن البرهان وجّه بالشروع في الخطوة التي ستفضي إلى «ترسيخ الانتقال الديموقراطي بالبلاد، إلى جانب ضمان مشاركة المواطنين في اختيار حكومة منتخبة عبر صناديق الاقتراع». وأوصى المجلس بـ «البدء في التوعية الانتخابية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتوفير المطلوبات اللوجستية والمواد الانتخابية».

Ad

وجاء ذلك رغم ترشح أنباء خلال الساعات الماضية عن تمسّك رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بالتقدم باستقالته، في ظل اتساع حدة الخلاف بينه وبين الشق العسكري وعدد من قادة الحركات المسلحة حول أمور جوهرية تتعلق بطريقة التعامل مع المحتجين وتشكيل الحكومة الجديدة.

ومنذ عودته لرئاسة الوزراء في الحادي والعشرين من نوفمبر الماضي، وفقاً لاتفاق سياسي مع البرهان، يواجه حمدوك صعوبات كبيرة في تشكيل حكومة جديدة لأسباب عزاها مراقبون لعدم وجود حاضنة سياسية يستند إليها. ويأتي هذا في وقت تشهد فيه الخرطوم حركة احتجاجات ضد سيطرة الجيش على السلطة، عقب قرارات البرهان التي تضمنت حل مجلسَي السيادة والوزراء، في 25 أكتوبر الماضي، وسببت جدلاً واسعاً حول جدوى العملية الانتخابية نفسها.