يواصل «أوميكرون» إحداث فوضى في الأجواء، مع إلغاء آلاف الرحلات الجوية منذ عطلة الميلاد نهاية الأسبوع، بينما دفع انتشاره السريع بأوروبا إلى فرض قيود جديدة، والرئيس الأميركي إلى التحذير من «إجهاد» المستشفيات.في المقابل، ومن أجل السماح لعدد أكبر من الأشخاص بالعودة إلى العمل بشكل أسرع، وبالتالي تجنب حالات نقص في اليد العاملة، أعلنت السلطات الصحية الأميركية أنها خفضت فترة الحجر الصحي للمصابين بـ»كورونا»، الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض إلى النصف، أي من 10 إلى 5 أيام، كما خفضت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) فترة العزل الصحي لغير الملقحين، والذين يثبت أنهم خالطوا أشخاصا مصابين بالفيروس، من 14 يوما إلى 5 أيام، شرط أن يلتزموا وضع الكمامة الواقية طوال أيام العزل إذا لم يكونوا بمفردهم.
من ناحيته، قال الرئيس جو بايدن إن بعض مستشفيات بلاده قد تشهد «إجهادا» بسبب كثرة المصابين، مضيفا أن «أوميكرون مصدر قلق، لكن لا ينبغي أن تكون مصدرا للهلع».وفي اجتماع افتراضي استضافه البيت الأبيض مع العديد من حكام الولايات وكبار مستشاري الصحة، شدد بايدن على أن الانتشار السريع لـ»أوميكرون» لن يكون له نفس تأثير موجات «كورونا» السابقة، مضيفا: «مع ارتفاع عدد الاصابات، لا يزال لدينا عشرات الملايين من الأشخاص غير المحصنين، ونشهد ارتفاع عدد حالات الاستشفاء».وأشار إلى أن «مستشفيات في بعض المناطق ستشهد إجهادا على صعيد المعدات والموظفين»، داعيا حكام 25 ولاية من الحزبين الديموقراطي والجمهوري إلى طلب المساعدة الاتحادية في الحرب التي تشنها البلاد ضد «كورونا».وقال بايدن إن «أوميكرون مدعاة للقلق ولكن ليس للذعر. نحن نعرف ما يلزم لإبقاء الناس على قيد الحياة وإبقاء المدارس والأنشطة التجارية مفتوحة». ودقت السلطات الصحية في نيويورك ناقوس الخطر بشأن «زيادة عدد الإصابات بين المرضى الأطفال في المستشفيات».أوروبيا، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس تشديد الإجراءات عبر جعل العمل من بعد «إلزاميا» 3 مرات في الأسبوع، ابتداء من الأسبوع المقبل، بعد أن تجاوزت بلاده عتبة 100 ألف إصابة يومية جديدة، مضيفا أن فرنسا ستمنح أطقم التمريض في وحدات الرعاية المركزة علاوة شهرية 100 يورو بدءا من يناير، في إطار سعيها إلى تحسين ظروف عمل الأطقم المنهكة.وأعلنت الدنمارك وأيسلندا أيضا تسجيل حصيلة إصابات يومية قياسية، مثل اليونان التي ستغلق الحانات والمطاعم في منتصف الليل، وتفرض وضع كمامتين لدخول المتاجر ووسائل النقل العام بعد إجازة الأعياد.وألغيت نحو 11500 رحلة جوية منذ الجمعة، وأرجئت عشرات الآلاف في نهاية العام، وهي الفترة التي عادة ما تكون الأكثر ازدحاما خلال العام، وتقول العديد من شركات الطيران إن ذلك يعود بشكل كبير إلى انتشار «أوميكرون» بين الطواقم.وتأثر العالم كله بذلك، بحيث ألغيت نحو 3 آلاف رحلة جوية أمس الأول، و1100 رحلة أخرى أمس. ولتعزيز مواجهة الجائحة، أعلن وزير الصحة مانسوخ ماندافيا، أمس، موافقة الهند على لقاحين وعقار مضاد للفيروس.ومنحت الحكومة الموافقة الطارئة على استخدام أقراص «مولنوبيرافير»، التي تصنعها شركة ميرك، إضافة إلى لقاحي «كوفوفاكس» الذي طوره معهد سيروم، و»كورفيفاكس» الذي طورته شركة بيولوجيكال إي.وأضاف الوزير أن 13 شركة ستقوم بتصنيع أقراص «مولنوبيرافير» في الهند، على أن يقتصر استخدامه على الحالات الطارئة لعلاج البالغين المصابين بالفيروس.في غضون ذلك، قال الرئيس البرازيلي المتطرف جايير بولسونارو إنه لن يمنح ابنته البالغ عمرها 11 عاما لقاحا ضد «كورونا»، مواصلا موقفه المناهض للقاحات، ما جلب عليه انتقادات من خبراء في مجال الصحة وأثر على شعبيته.
دوليات
«أوميكرون» ينشر الفوضى... وأميركا تقلّص العزل
29-12-2021