حكومة نواب خدمات

تشكيلتها رأت النور بعد عملية متعسرة تمخضت عن وزارة نحو ثلثها من البرلمان
• 9 وزراء غادروا بنسبة تغيير 60%... والسلطة التنفيذية أمام اختبار علاقتها مع المجلس الثلاثاء
• وزراء «رحيل الرئيسين»
• وزراء الباركود
• إعادة تدوير غير مفهومة
• الساير والملا: تشكيل بلا غطاء

نشر في 29-12-2021
آخر تحديث 29-12-2021 | 00:10
كما كان متوقعاً، وضد ما حذرت منه مراراً أصوات وطنية عديدة، ضمنها «الجريدة»، تمخض جبل التشكيلة الوزارية الجديدة بعد عملية ولادة متعسرة عن حكومة ثلثها تقريباً من النواب، ليفتح رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد على نفسه أبواباً واسعة من الانتقادات، وليتحمل أمام الشعب والرأي العام كمَّ المخالفات والمحسوبيات والانتهاكات التي سينكسر أمامها كل قانون، بعدما تلاشى أمل اختيار حكومة من الكفاءات التي تعمل على اجتثاث جذور الفساد المتشعبة، غير عابئة إلا بمصلحة الكويت وأبنائها... ولكن أتت رياح الخالد بما لا تشتهي سفن الإصلاح.

جاء إعلان أسماء الوزراء أمس، بعد 35 يوماً من صدور الأمر الأميري من سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد بتكليف الخالد تشكيل الحكومة الـ 39 في تاريخ الكويت والرابعة في تاريخه، إذ صدر أمر أميري بتشكيلها برئاسة الخالد متضمنة 15 وزيراً، بينهم امرأة.

ورغم أن نسبة التغيير في هذه الحكومة بلغت 60% مقارنة بسابقتها، بدخول 9 وزراء جدد، فضلاً عن تغييرات كبيرة في «الحقائب»، فإن «قالب الخدمات» غلب عليها، إذ شهدت توزير أربعة نواب.

اقرأ أيضا

وأسفرت التشكيلة الجديدة عن خروج 9 وزراء مثلوا حقائب مختلفة في الحكومة السابقة، هم عبدالله الرومي الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء وزير العدل وزير شؤون تعزيز النزاهة، والشيخ ثامر العلي وزير الداخلية السابق، والشيخ د. باسل الصباح وزير الصحة السابق، ومبارك الحريص الذي كان يشغل منصب وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة، ود. مشعان العتيبي وزير الشؤون الاجتماعية وزير الكهرباء والماء السابق، وعبدالرحمن المطيري وزير الإعلام والثقافة السابق، كما غادر خليفة حمادة حقيبة المالية، وعبدالله السلمان حقيبة التجارة والصناعة، إلى جانب شايع الشايع الذي كان يتولى حقيبة الإسكان.

وشهدت الحكومة دخول 9 وزراء جدد، هم الشيخ أحمد المنصور في منصب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، وجمال الجلاوي وزيراً للعدل وزير دولة لشؤون تعزيز النزاهة، ود. حمد روح الدين وزيراً للإعلام والثقافة، ود. خالد السعيد وزيراً للصحة، وعبدالوهاب الرشيد وزيراً للمالية وزير دولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، وعلي الموسى وزيراً للأشغال العامة وزير دولة لشؤون الشباب، وفهد الشريعان وزيراً للتجارة والصناعة، ومبارك العرو وزيراً للشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية وزير دولة لشؤون الإسكان والتطوير العمراني، إلى جانب محمد الراجحي وزيراً لشؤون مجلس الأمة.

وبخروج التشكيل الجديد للنور، ينتظر هذه الحكومة الكثير من الملفات الشائكة والتحديات، أبرزها مواجهة جائحة كورونا في ظل عودة ارتفاع الإصابات بالمتحور الجديد «أوميكرون»، فضلاً عن خضوعها لأول اختبار سريع في جلسة مجلس الأمة المرجح انعقادها الثلاثاء المقبل، والتي ستواجه خلالها قائمة من الأولويات الشعبوية، منها مشروع «إسقاط القروض»، الذي تبناه عدد من النواب، مهددين باستخدام الأدوات الدستورية في حال عدم تمريره خلال تلك الجلسة والجلسة التي تليها.

وزراء «رحيل الرئيسين»

ضمت الحكومة الجديدة النواب مبارك العرو ود. حمد روح الدين ومحمد الراجحي، وبالرجوع إلى أرشيف مجلس الأمة 2020، نجد أن هؤلاء النواب كانوا مؤيدين للاستجوابات المقدمة لرئيس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد وعدم التعاون معه من جانب، ورافعين لشعار رحيل الرئيسين من جانب آخر، بل قاطعوا جلسة تأدية الحكومة الثالثة اليمين الدستورية أمام المجلس 30 مارس الماضي، من خلال بياناتهم وتصريحاتهم الإعلامية خلال فترة دور الانعقاد الأول.

وزراء الباركود

في خضم الحديث عن «الباركود» الذي عجت به مواقع التواصل الاجتماعي على مدار اليومين السابقين، لوحظ أن النواب الجدد الذين دخلوا الحكومة، صوتوا في انتخابات رئاسة مجلس الأمة بـ «الباركود».

إعادة تدوير غير مفهومة

بعد نحو تسعة أشهر من فصل حقيبتي التربية والتعليم العالي، التأمت الوزارتان مجدداً تحت إمرة وزير واحد.

ولم يكن هذا هو التغيير الوحيد في «تدوير الحقائب» بهذه الحكومة، إذ شهدت انتقال وزارة الشباب، التي كانت تسند في العادة لوزير الإعلام نظراً لتقارب أدوارهما، إلى وزير الأشغال العامة، في وقت باتت «الإسكان» في عهدة وزير الشؤون.

الساير والملا: تشكيل بلا غطاء

أول موقف نيابي تجاه التشكيلة الحكومية الجديدة، أعلنه النائب مهند الساير بتأكيده بشكل واضح «أننا غير ممثلين في هذه الحكومة، ولم ولن نفاوض على ذلك»، معتبراً أن تضمُّن التشكيل نواباً «نتمنى لهم التوفيق» لن يشكل أي غطاء سياسي لرئيس الحكومة وأعضائها تجاه أي مساءلة سياسية، «بل يجعل الرقابة مضاعفة منّا من جهة، ومن ناخبيهم من جهة أخرى».

ومثله، أكد النائب د. بدر الملا أنه لا «تمثيل لنا في الحكومة»، كما أن التشكيل الجديد بما يتضمنه، لا يشكل أي غطاء سياسي لرئيس الحكومة وأعضائها تجاه المساءلة.

محيي عامر وفهد تركي وعلي الصنيدح

back to top