هوامش آخر السنة
![د. سلطان ماجد السالم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/32_1703695080.jpg)
تأخير إعلان الحكومة الجديدة ووزرائها ليس إلا دليلاً على أن سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد في حيرة من أمره، ولا يستطيع أن يقرر ويستقر على اختياراته، وهذا لن يكون إلا بسبب اجتهاده في إيجاد فريق حكومي يشكل له خط دفاع أول وأخير أمام القادم من الأيام، وبأن الضغوط من حوله أكبر بكثير من قراره في تشكيل الحكومة، وهكذا تدور المسألة في حلقة مفرغة و"لا طبنا ولا غدا الشر!"، وما يدلل على هذه النظرية الآن هو دخول ثلاثة نواب من كتلة الـ31 ليصبح مجموع النواب بحقائب وزارية هو أربعة بالتمام والكمال!كل هذا طبعا متوقع لأن رئيس الوزراء في الكويت لا يضع خطة فنية واضحة المعالم، وعليه أن يختار من قرابة المليون وأربعمئة ألف نسمة من هم أكفاء لتنفيذها، بل تكون المحاصصة هي النهج والطريقة المثلى، وقد قالها أحد أعضاء مجلس الأمة الحالي و"بالفم المليان"، لقبيلتي كرسي قادم في الحكومة!! وكأن هذا التصريح مدعاة للفخر ولكن "الشرهة على من أوصلك لكرسي المجلس". على أية حال، ها قد خرجت الحكومة الجديدة من بعد "الأربعين" وإن لم يتغير النهج فلن نتوقع إلا مشاكل أكبر وتأزيماً أكثر، واللهم اجعل كلامي خفيفاً عليهم، ومبارك خروجك من الأربعين يا حكومة. الأرنب والأسد والثعلب والتنين!! نستمر ونحن نطلق الألقاب على أعضاء البرلمان بناء على مواقف فردية في مجلس الأمة، وفي الوقت نفسه نضحك نحن على أنفسنا، ونضحك العالم من حولنا على هذه المهازل، فكل هذا بسبب أن العمل البرلماني في الكويت "أعرج" و"أعور" ويعاني فقر دم مزمناً في ظل نظام عمل فردي وتقسيم للدوائر الانتخابية غير صحيح، ونظام انتخابات بصوت واحد مجزوء، فإذا قام أحدهم بالصراخ أطلقنا عليه لقب "أسد" وإذا قام بمناورة سياسية أصبح "ثعلباً"، وإن هادن وداهن أصبح "أرنباً"، وكل هذا إلى أن نواجه المشكلة الحقيقية، ونعترف أننا بحاجة إلى عمل حزبي منظم وإلا خرج علينا الحيوان الأسطوري "التنين" في المراحل القادمة من عمر المجلس. الإنسانية ممارسة لا لقب، والدليل انتحارات البدون، أوليس هذا بدليل كاف؟!! ازدادت حالات الانتحار بين الكويتيين البدون مؤخرا وآخرها حادثة جسر جابر منذ أقل من أسبوع، والداخلية مازالت تبحث عن الجثة، ويرجع هذا بالأول والأخير لسياسات ضغط عليهم بحجة إظهار مستنداتهم وأوراقهم التي يخفونها!! لا أعتقد أن أي أحد لديه أوراق تريحه من شقاء الحياة وتخفف عليه وعلى أسرته إلا وقد كشفها منذ زمن بعيد، والأهم وما لا أفهمه أنا أو غيري هو: لمَ لا تقدم كل هذه الدلائل والقرائن ضدهم وتجعل القضاء الكويتي الشامخ هو الفصل في المسألة؟ الكويت بلد الإنسانية، فعليها أن تنفذ كل ما يتصل بهذا اللقب من التزامات ومسؤوليات تجاه هذه الفئة المهمشة في المجتمع. العفو محلي أم مستورد؟! اعتذر مركز "رينوسانس" عن الخطأ الذي أورده في إحدى ترجماته وعلى خلفية تصريح سفارة عمنا "سام" في البلاد، بأن العفو عن السياسيين المهجرين كان جهداً كويتياً خالصاً ولا علاقة له بالولايات المتحدة الأميركية، وفيما يتعلق بالخطأ من المركز فلا تثريب عليهم والاعتذار من شيم الكبار، ومن لا عمل لا يخطئ، ولكن حقيقة الأمر أن مطالبات العفو لم تكن للسياسيين المهجرين فقط بل كانت لكل من هو خارج البلاد ومهجر بسبب أحكام متصلة بآرائه السياسية وخلافه، ما يهمنا في العفو هو أن يعود أبناؤنا من المهجر وأن تتسارع أعمال لجنة العفو الآن. هامش أخير: المؤشرات الأولية تشير إلى أن الحكومة الجديدة قد ولدت ميتة، فهل هي حكومة حل ومن ثم انتخابات بدوائر عشر؟!