غداة تثبيت المحكمة الاتحادية العليا العراقية نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة ورفض طعن تقدم به رئيس «تحالف الفتح» الذي يضم فصائل وأحزاباً شديدة الصلة بإيران، تعهد رجل الدين العراقي البارز مقتدى الصدر، الذي حل تياره بمقدمة نتائج الانتخابات، التي أجريت مطلع أكتوبر الماضي، بتشكيل «حكومة أغلبية وطنية لا شرقية ولا غربية».

وجاء تصريح الصدر، الذي أطلقه عبر «تويتر» عقب اجتماعه بوفد من «تحالف الفتح» و»قوى الإطار التنسيقي» الذي يضم كتلاً سياسية ممثلة لـ»الحشد الشعبي»، في الحنانة بمحافظة النجف.

Ad

وضمّ وفد «الإطار التنسيقي» قيس الخزعلي الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق» إحدى أكثر الفصائل المسلحة تشدداً، ورئيس هيئة «الحشد» فالح الفياض ورئيس «تحالف الفتح»، هادي العامري.

وناقش الوفد مع الصدر الأوضاع السياسة في البلاد خلال الفترة المقبلة وتشكيل الحكومة المرتقبة.

وتتركز النقاشات السياسية حالياً حول البحث بشأن ترشيح شخصيات جديدة لتولي رئاسة الوزراء والجمهورية والبرلمان، وسط عدم رغبة الفصائل الموالية لطهران بإعادة ترشيح رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي مرةً جديدةً للمنصب.

ومن المنتظر أن تنعقد أول جلسة للبرلمان الجديد بحلول العاشر من يناير المقبل.

ويفترض بالبرلمان بعد جلسته الأولى أن ينتخب خلال 30 يوماً رئيساً جديداً للجمهورية، الذي عليه بدوره أن يكلّف رئيساً للحكومة، يكون مرشح «الكتلة النيابية الأكبر عدداً»، وفق الدستور. ومنذ تكليفه، يكون أمام الرئيس الجديد للحكومة 30 يوماً لتشكيلها.

وتصدّرت الكتلة الصدرية، النتائج بحيازتها على 73 مقعداً، وفق النتائج النهائية التي أعلنتها المفوضية الانتخابية، وهو أعلن مراراً رغبته بتشكيل حكومة أغلبية. في المقابل، حصل «تحالف الفتح» على 17 مقعداً بعدما كان يشغل في البرلمان المنتهية ولايته 48 مقعداً.

ومن شأن المفاوضات الهادفة لاختيار رئيس جديد للحكومة وتشكيل مجلس جديد للوزراء أن تكون طويلة، حيث على الأحزاب الشيعية المهيمنة على السياسة في البلاد التوصل لتوافق في ما بينها لهذا الغرض.

وجاء اللقاء بعد دعوة «الإطار التنسيقي» للمعتصمين المناصرين لـ«الحشد الشعبي» والمعترضين على نتائج الانتخابات أمام بوابات المنطقة الخضراء، الذين يتظاهرون منذ أسابيع، للانسحاب وفضّ الاعتصام في خطوة تعدّ بادرةً للتهدئة.

وتزامن تراجع الفصائل مع حلول الموعد النهائي المتفق عليه بين حكومة الكاظمي والولايات المتحدة لإنهاء تواجد القوات القتالية الأميركية في العراق ومع تحقيق مفاوضات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 ورفع العقوبات الأميركية عن طهران تقدماً طفيفاً. على صعيد منفصل، نعت وزارة الدفاع العراقية مدير مكتب جوازات السفر بمنطقة الأعظمية في العاصمة بغداد العقيد ياسر الجوراني الذي بث تنظيم «داعش» مقطع فيديو يظهر قيام أحد عناصره بنحر الضحية الذي تم اختطافه في 13 من الشهر الجاري مع ثلاثة آخرين كانوا في رحلة صيد بمنطقة حمرين بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد. ووسط غضب شعبي وجه الكاظمي بتكثيف الجهد الاستخباري وتصعيد الضربات الاستباقية للتنظيم.

وأشارت خلية الإعلام الأمني في وقت سابق إلى أن جهاز مكافحة الإرهاب عثر على مختطفين اثنين داخل وكر لمسلحي «داعش» في جبال حمرين أحدهما كان مقتولاً والثاني مصاباً جرى نقله جواً لتلقي العلاج لكنه توفي لاحقاً متأثراً بإصاباته البليغة.

في غضون ذلك، أعلن الكاظمي رسمياً اكتمال وانتهاء سحب "التحالف الدولي" جميع الأفراد والمعدات الخاصة بالعمليات القتالية من العراق أمس. إلى ذلك، أفادت شركة «تشونجمان بتروليم» بأن الهجمات قرب قاعدتها في حقل الغراف العراقي لم تسبب خسائر مادية أو بشرية.