حكومة خدمات، حكومة تخليص معاملات، حكومة ترقيعات، حكومة تجنّب الاستجوابات، حكومة محاصصات، سمُّوها ما شئتم، هي حكومة والسلام، اختارها بخصاء السلطة وانتهى الأمر.

كل الحديث السابق لرئيس الوزراء عن حكومة تكنوقراط يمكنها أن تواجه تحديات الحالة السائبة بالدولة بكل صغيرة وكبيرة؛ من أزمة مرور لأزمة تركيبة سكانية إلى أزمة اقتصاد ومالية وفساد سياسي وإداري، تم طيّه وتناسيه، فكلام الأمس يمحوه نهار اليوم، و"كأنك يا أبو زيد ما غزيت"، وهذا سيفوه وهذا خلاجينه، وكم ملّينا التذكير بتلك الأمثال التي استُهلكت، لكن مَن يسمع ومن يقرأ بدولة بكل زاوية مطعم؟ لا أحد.

Ad

البلد يخطو نحو الهاوية سريعاً، ومصير جيل الشباب من الجنسين في الوظيفة والسكن والحياة الكريمة والحريات الاجتماعية والسياسية على كفّ عفريت متخشب الفكر، التغيير ونفض غبار سنوات طويلة من الجمود السياسي والاقتصادي والاجتماعي هو من المستحيلات مادام الجماعة في السلطة على ثقافتهم ومعتقداتهم.

فكرة مجنونة لكنها عاقلة في عالَم "يا رب لا تغيّر علينا"، لماذا لم تتعاقد السلطة مع وزراء من سنغافورة أو كوريا الجنوبية، أو أي دولة من جنوب شرق آسيا نهضت من عالَم الفساد والفقر وغياب الموارد الاقتصادية، وأضحت اليوم من العالم الأول المتقدم بفضل عقول وإرادة وعزم نخبها الحاكمة؟!

لا أمل لا بهذا المجلس ولا بهذه الحكومة ولا بأي حكومة قادمة أو مجلس قادم ولا بمجتمع يراوح أكثريته في مكانهم، يجترُّ أهله ماضيهم الاستهلاكي المريض وثقافة ما قبل الدولة.

يا عقلاء البلد... كلكم سعد زغلول، فابحثوا عن صفية وصفيّات تغطيكم.

● حسن العيسى