صعدت أسعار النفط، أمس، مواصلة مكاسبها المتتالية المستمرة منذ أيام، مدعومة ببيانات تظهر أن الطلب على الوقود في الولايات المتحدة لا يزال مرتفعاً، رغم تزايد حالات الإصابة بالسلالة «أوميكرون» المتحورة من فيروس كورونا.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 17 سنتاً بما يعادل 0.2 في المئة إلى 79.40 دولاراً للبرميل، مرتفعة لليوم الرابع على التوالي.

Ad

وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 23 سنتاً أو 0.3 في المئة إلى 76.79 دولاراً للبرميل في سابع جلسة على التوالي من المكاسب.

وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أمس الأول، انخفاض مخزونات النفط الخام 3.6 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 24 ديسمبر 2021، مما يزيد على توقعات محللين استطلعت «رويترز» آراءهم.

من جانبه، ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 47 سنتاً ليبلغ 79.07 دولاراً للبرميل في تداولات، أمس الأول، مقابل 78.60 دولاراً في تداولات الثلاثاء الماضي وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية. وفي الوقت نفسه، انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير مقارنة مع توقعات المحللين لزيادة في المخزون، مما يشير إلى أن الطلب لا يزال قوياً.

ومما قدم مزيداً من الدعم للمعنويات، تحاول حكومات في أنحاء العالم الحد من تأثير الأرقام القياسية للإصابات الجديدة بكوفيد-19 على النمو الاقتصادي من خلال تخفيف القواعد الخاصة بالاختبارات وتضييق نطاق العزل لتستهدف فقط من كانوا على تواصل وثيق مع حالات إيجابية.

وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس الأول، إن اتفاق «أوبك +» للإنتاج «جوهري» لاستقرار سوق النفط، وشدد على أهمية التزام جميع المنتجين بالاتفاق.

وقال الملك سلمان، في كلمة سنوية لمجلس الشورى بالمملكة نقلته وسائل إعلام رسمية، إن استقرار وتوازن السوق من ركائز استراتيجية الطاقة السعودية، وإن جهود أكبر مصدر للنفط في العالم للاحتفاظ بطاقة إنتاجية إضافية ظهرت أهميتها للحفاظ على أمن إمدادات الطاقة.

وقال العاهل السعودي، إن «المملكة... حريصة على استمرار العمل باتفاق أوبك + لدوره الجوهري في استقرار أسواق البترول... كما أنها تؤكد أهمية التزام جميع الدول المشاركة بالاتفاق».

وأضاف أن «الأحداث أثبتت بعد نظر المملكة ونجاح سياستها البترولية التي تتمثل في تطويرها المستمر لقدراتها الإنتاجية واحتفاظها الدائم بطاقة إنتاجية إضافية ظهرت أهميتها للحفاظ على أمن إمدادات الطاقة».

واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، ومن بينهم روسيا، هذا الشهر على التمسك بسياستهم الحالية بزيادة إنتاج النفط كل شهر على الرغم من مخاوف من انهيار جديد لأسعار النفط بفعل إفراج الولايات المتحدة عن احتياطيات خام السلالة «أوميكرون» المتحورة من فيروس كورونا.

ومن المقرر أن يناقش تحالف «أوبك +» سياسته في الرابع من يناير.

وقالت مصادر في قطاع النفط ووثيقة اطلعت عليها «رويترز»، إن الصين أصدرت الدفعة الأولى من حصص واردات النفط الخام لعام 2022 بكميات تقل 11 في المئة عن المخصصات الأولى لعام 2021 وإن الشركات الخاصة الكبيرة حصلت على نصيب الأسد من هذه الحصص.

وقلصت أسعار النفط العالمية مكاسبها في أعقاب انخفاض حصص واردات أكبر مستورد للخام في العالم إلى 109.03 ملايين طن في الدفعة الأولى من العام.

ومن بين 42 شركة حصلت على حصص من الواردات، فازت أكبر ثلاث شركات تكرير خاصة في البلاد وهي تشجيانغ للبتروكيماويات (زد.بي.سي) وهينغلي للبتروكيماويات وشينغ هونغ للكيماويات مجتمعة بنحو 41.95 مليون طن، مما يشكل حوالي 38 في المئة من إجمالي الواردات وأكثر 50 في المئة تقريباً من نصيبها في العام السابق.

وأظهرت وثيقة من وزارة التجارة أن المصافي الأصغر، التي يقع معظمها في مركز التكرير الشرقي بإقليم شاندونغ، حصلت على 51.4 مليون طن من حصص الاستيراد، مما يقل 26 في المئة عن العام الماضي.

وحددت الصين حصصاً إجمالية لواردات النفط الخام للشركات غير الحكومية في عام 2022 عند 243 مليون طن وهو نفس المستوى الذي حددته في مستهل عام 2021.

«بلومبرغ»: الغيص يحظى بتأييد واسع من الأعضاء

ذكر مندوبون أن مرشح الكويت لتولي منصب كبير الدبلوماسيين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص، المسؤول التنفيذي في مؤسسة البترول الكويتية، يحظى بتأييد واسع من أعضاء المنظمة.

وأكد المندوبون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم أثناء مناقشة مسألة داخلية، أن الغيص يحظى بدعم عدد من الدول لخلافة محمد باركيندو في منصب الأمين العام، وستصوت منظمة أوبك على الاختيار في 3 يناير المقبل، وسيتولى المرشح المختار المنصب في يوليو المقبل.

وبحسب «بلومبرغ»، يعد الغيص حاليا المرشح الوحيد لهذا الدور، بعد أن قرر العراق، الذي خطط أيضا لمرشحه الخاص، عدم المضي قدما، وقال المندوبون إن الغيص يحظى باحترام الدول الأعضاء على نطاق واسع، بعد أن عمل كحلقة وصل للكويت مع «أوبك» قبل بضع سنوات.

وقال رئيس مجموعة «جي بي سي إنرجي» الاستشارية في فيينا يوهانس بينيني: «إنه ذكي جدا ومحلل جيد، في حين أن الأمناء العامين لمنظمة أوبك لا يضعون سياسة الإنتاج للمنظمة، لكنهم يعملون كوسيط يسعى إلى حل وسط بين أعضاء المجموعة الذين غالبا ما يكونون منقسمين».

وشغل باركيندو منصب الأمين العام لفترتين مدتهما 3 سنوات، وهو الحد الأقصى المسموح به رسميا، وخلال هذه الفترة ساعد في إنشاء تحالف أوبك + في أواخر عام 2016.

وجلب التحالف دولا غير أعضاء، مثل روسيا، وأعاد تنشيط نفوذ «أوبك» المتلاشي في أسواق النفط العالمية، وأدى إلى استقرار العرض والطلب على مدى السنوات القليلة الماضية، وستجتمع «أوبك+» في 4 يناير للنظر فيما إذا كانت ستستمر في استعادة الإنتاج المتوقف أثناء الوباء.