احتراماً للتاريخ الذي كنا نؤمن به في السابق وحتى نكون منصفين أمام الجيل القادم بسقوط الأقنعة بكل أشكالها، السقوط الذي كانت بدايته للأسف تصرفاتنا كمواطنين بسطاء بسقوط الثقة العمياء التي منحناها لبعض السياسيين الذين كنا نتفاخر ونتباهى بهم معتقدين أنهم يحملون همومنا ومشاكلنا نفسها، وللأسف اتضح لنا أنهم صعدوا بنا في قطار الأمنيات على حساب مصالحهم الشخصية، والأعمق من ذلك أصبح بعض المواطنين يمجدون كل من يصفق لهم من كتّاب وإعلاميين، وكأنه تسلسل في درجات الولاء لهم يقدمونه بصفاء نية من بعضهم وبجهل من بعضهم الآخر من أعمى قلبه ما تخفيه صدور هؤلاء السياسيين.

نعم، صعدوا بهم القطار، وفي كل محطة يقف القطار تكون هناك آمال وطموحات جديدة متبوعة بتصفيقات وهتافات وشيلات، وكأنها المحطة الأخيرة لهذا القطار المزعج، وما هي إلا بداية لمحطة أخرى ينزل من ينزل ويصعد من يصعد، والقطار ركب السكة، وهذه حالنا معهم بانتظار المحطة الأخيرة له.

Ad

ولأننا نجهل قواعد اللعبة السياسية تجدنا دائماً في محطات الانتظار لقطار آخر، وهنا أذكر لكم بعض أسماء القطارات التي صعد فيها أغلب الشعب وهي قطار "إسقاط القروض"، وقطار "نبيها خمس"، وقطار"رئيس وزراء شعبي"، وقطار "قضية البدون" الذي لا محطة له، وقطار "رحيل الرئيسين مطلب شعبي"، وما زال القطار بانتظار ركاب جدد لينطلق بهم، والغريب في الأمر أن الكل يعرف مكان جلوسه ومقعده في كل القطارات السابقة، ولا يعرف متى وأين يصل قطاره، ومازالت أحلامنا في مهب الريح نحلم ونصعد القطار، والفائدة التي قطفنا ثمارها في السنوات الماضية من صعودنا في كل القطارات المتتالية هي سقوط الكثير من أقنعة بعض السياسيين في نظرنا ونظر من والاهم. 

وللأسف هناك جزء كبير من الشعب يؤمن بهم ويقدسهم لجهله وعدم اتضاح الرؤية له، والسبب ذلك القناع الذي أصبح يخون ذاكرتهم في ترجمة مواقفهم وشعاراتهم التي باتت مكشوفة، وكأن لسان الحال يقول للشعب سقطت الآن الأقنعة، أما في الواقع الحالي فنحن نحتاج معجزة لتغيير حال البلاد قياساً بالدول المجاورة وتغيراتها الأخيرة في الإصلاح والنمو والتطور، ناهيك عن خطواتها في القضاء على كل أشكال وأوجه الفساد، وبحاجة لقطار ينتشلنا برحلة سريعة تكون محطتها "الإصلاح والعدالة للجميع".

● ناصر الجعفري