ضمن فعاليات الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية، قدمت عازفة الأرغن د. فالنتينا باجينسكا، أمسية موسيقية حالمة بعنوان «تحيا الموسيقى»، وأبحرت بالجمهور الكبير، الذي توافد على مركز اليرموك الثقافي لمتابعة حفلها، إلى أفق من الخيال.وفي برنامج حافل انقسم إلى ثلاثة أقسام، قدمت مقطوعتين من أشهر المقطوعات الموسيقية عالميا على آلة الأرغن، ومن ثم عزفت على آلة البيانو بصحبة الكورال، وأخيرا ختام الأمسية كان مع العازف عبدالوهاب المحيطيب.
14 فعالية
أعرب المهندس صباح الريس عن سعادته بعودة الفعاليات، «لكن الجائحة قللت نشاطنا بشكل كبير، إضافة إلى تخفيض الميزانية، مما كان سببا في الحد من نشاطنا، ففي السابق كان المركز ينظم في موسمه 66 فعالية موسيقية، والآن في الموسم الحالي أصبحت 14 فعالية، وكذلك قمنا بتقليل المحاضرات، إذ إننا لا نستطيع استضافة محاضرين من الخارج بسبب الميزانية، وبلغ عددها في هذا الموسم حوالي 16 محاضرة».وقال الريس، لـ«الجريدة»، إن الموسم في السابق كان حافلا، ويضم عدة أنشطة وفعاليات على مدار العام، تبلغ أكثر من 500 فعالية، منها المحاضرات بنحو 34 محاضرة وورشة عمل، وبرامج للأطفال، متمنيا أن «تعود الميزانية كما كانت في السابق حتى نزاول نشاطنا مثلما كان»، وأضاف أن «المركز كان بمنزلة خلية نحل من حيث الأنشطة والفعاليات اليومية، وكان لنا دور في تحبيب النشء في الثقافة وغرسها فيهم منذ الصغر، من خلال الأنشطة المختلفة التي نقدمها».باجينسكا تخرجت مع مرتبة الشرف في جامعة فريدريك تشوبان للموسيقى في وارسو، وحققت إنجازات موسيقية عالمية، كقائدة أوركسترا، وعازفة أرغن وبيانو، وأستاذة موسيقى، ومحاضرة ومنتجة للموسيقى. بدأت فالنتينا أمسيتها بتحية الجمهور، معبّرة عن سعادتها بعودة الفعاليات الثقافية والموسيقية بعد توقف دام سنتين، لافتة إلى أن آخر أمسية موسيقية قدمتها كانت في عام 2019. واستهلت العزف بمقطوعة موسيقية لكلود بينيني، الذي كان أشهر الموسيقيين في عصره، فقد كان ملحنا فرنسيا، وعازف أرغن، وأيضا عزفت مقطوعة للملحن الفرنسي غاستون بيليه، وهو عازف أيضا على الأرغن.ملكة الآلات
وعلى هامش الحفل، أعطت باجينسكا لمحة تعريفية عن آلة الأرغن، وقالت إنها تتضمن مجموعة من المفاتيح مثل البيانو، لكنها أكثر تعقيدا، مبينة أنه «حتى تتمكن من العزف باحترافية على هذه الآلة يتوجب أن تكون ملماً باحترافية بآلة البيانو. الأرغن تتعدد فيها النغمات والألحان والإيقاعات، ويُطلق عليها (ملكة الآلات). تلك الآلة تتطلب عناية كبيرة، وسعرها مكلف».واشتمل الحفل على عدة فقرات، فكانت الفرقة الثانية، حيث عزفت باجينسكا على الأورغ بصبحة مجموعة من الأصوات الأوبرالية في جوقة الكورال الذين أنشدوا أغاني أوبرالية بعدة لغات، منها الفرنسية والألمانية، حيث أطربوا الجمهور بأدائهم الجميل، وصوتهم الذي امتاز بالتلوين العاطفي والتعبيري. وعن الفرقة الثالثة، قالت باجينسكا إنها ستكون على البيانو، وسيقوم بالعزف عليها أحد طلابها الأكفاء، وهو المحيطيب، الذي عزف مقطوعة موسيقية لفردريك شوبان.وعلى هامش الحفل، عبَّر المحيطيب عن سعادته بالمشاركة، وقال: «هذه أول مقطوعة أقدمها للجمهور على الستيج»، لافتا إلى أنه خريج المعهد العالي للفنون الموسيقية.