وسط اتهامات عدة منظمات غير حكومية نظامه المتشدد بارتكاب أعمال عنف وإعدامات بإجراءات موجزة، أمر القائد الأعلى لحركة "طالبان" الملا هبة الله أخوند زاده قواته بعدم معاقبة المسؤولين في الحكومة الأفغانية السابقة، داعياً إلى ضمان عدم رغبة الأفغان في المغادرة و"حماية شرفهم".

وفي خطاب للسلطات المحلية وزعماء القبائل بمعقله الحركة في قندهار، قال زاده، الذي لم يظهر علناً أو تم تصويره، "احترموا عفوي... ولا تعاقبوا مسؤولي النظام السابق على جرائمهم السابقة".

Ad

وأضاف زاده، في الخطاب، الذي نقله المتحدث باسم "طالبان" محمد نعيم أمس، "الأفغان لا يحظون بالاحترام في الدول الأخرى، لذا يجب ألا يغادر أي منهم"، في حين يتوافد الآلاف بكثرة إلى مكاتب إصدار جوازات السفر خلال الساعات القليلة التي تفتح فيها".

وتأتي هذه التصريحات بعد تداول مقطع فيديو على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه تعرض ضابط سابق بالجيش للضرب في زنزانة من قبل مقاتلين من "طالبان"، التي أصدرت عند تسلمها السلطة في منتصف أغسطس، عفواً عاماً تعهدت فيه بعدم تعرض الجنود أو الموظفين السابقين في الحكومة السابقة للتهديد.

في المقابل، دافع الرئيس السابق أشرف غني، عن فراره من أفغانستان قبل سيطرة "طالبان" على كابول. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية، إن رحلته لم تكن مقررة وأنه فعل هذا لمنع إراقة الدماء، مشيراً إلى أن مستشاره الخاص للأمن القومي حمدالله مهيب كان "مرتعباً حرفياً" ولم يعطه "أكثر من دقيقتين" لتقرير ما يفعله.

وقال غني: "ولم يتضح أننا مغادرون سوى مع الإقلاع. وبالتالي كان هذا مفاجئاً حقاً". وجرى التخلي عن خطط سابقة بالتوجه إلى خوست أو جلال أباد لأنه قيل له إن المدينتين سقطتا أيضاً.

وأكد غني أنه لم يكن لديه خيار لإنقاذ الأرواح وأنه يتم جعله "كبش فداء" للأزمة الحالية والفوضى، مؤكداً أنه كان مخطئاً "بالثقة في الشركاء الدوليين" وأنهم وضعوه تحت ضغط مستمر وقلصوا سلطته.