صورة لها تاريخ : حادثتان خطيرتان مع بدء رحلة نسور الخليج: انقلاب الحافلة وتصوير منشآت عسكرية
توجه الرحالة الشباب الكويتيون الأربعة، ومعهم المرحوم صالح الزايد، إلى الحدود الكويتية- العراقية، بعد فتحها، في أعقاب محاولة الانقلاب في يونيو 1966، وسُمِح لهم بالعبور هذه المرة إلى داخل العراق. وبعد ساعتين، وصلوا إلى البصرة، مروراً بصفوان، وأقاموا بفندق الميناء الكبير، لكن صاحب الفندق، وهو صديق لوالد سليمان الزايد، أبلغهم أن الأوضاع غير آمنة، وعليهم المغادرة إلى بغداد في أسرع وقت. وفعلاً غادروا جميعاً إلى بغداد باستخدام حافلة كبيرة، ووصلوا قبل منتصف الليل إلى بغداد، ووجدوا أن المدخل الرئيسي إلى المدينة، وهو جسر، مغلق ولن يتم فتحه إلا بعد منتصف الليل.
كانوا يسمعون أصوات الطائرات العسكرية وإطلاق النيران من حولهم، وشعروا بالخوف والرعب، لكنهم لم يفكروا في العودة أبداً. وعند دخولهم بغداد، اتجهوا إلى أحد الفنادق في شارع هارون الرشيد، ووضعوا أمتعتهم في الغرف، ثم قاموا بجولة على أرجلهم التقطوا خلالها بعض الصور لوزارة الدفاع والجنود حولها. لم يُدُر في بالهم أن التقاط الصور في مثل هذه الأوضاع أمر خطير جداً، ولم يدركوا ذلك إلا بعد أن قبض عليهم أفراد من الجيش، وكادوا يقتادونهم إلى السجن، لولا لطف الله بهم، بعد تدخل شخصية أمنية، وإقناع أحد الضباط الكبار بأنهم مجرد كشافة من الكويت ليس لهم علاقة بما يدور في العراق. يقول سليمان الزايد في كتابه: "لم نستطع أن ننطق بكلمة واحدة من شدة الخوف، وكان عدد من المارة يصيحون من بعيد لا تذهبوا معهم، فقد يتم اعتقالكم، ولن تخرجوا أبداً". تمت مصادرة الفيلم الموجود في الكاميرا، وعاد كشافة الكويت الأربعة إلى الفندق مرعوبين، وقرروا المغادرة من بغداد فوراً، وقال سليمان: "كنت تحت تأثير صدمة ما حدث، وكنت أفكر ماذا سيحدث لنا فيما بعد إذا كانت هذه بداية الرحلة".ولم تكن هذه الحادثة هي نهاية الأحداث التي تعرض لها شباب الكويت الأربعة في العراق، بل تعرضوا أيضاً لحادث مأساوي كاد يقضي على حياتهم، إذ انقلبت الحافلة التي أقلتهم من بغداد إلى الأردن عدة مرات، لكن شاء الله ألا يتعرضوا إلا لجروح بسيطة. يقول سليمان: "ولولا لطف الله ما خرجنا منها (أي من الحادثة) سالمين، تعرضنا لبعض الخدوش، والجروح البسيطة، وقام محمود النبهان وهاشم الكبسي بإجراء الإسعافات البسيطة لنا ولباقي الركاب". حدث كل ذلك خلال يومين من بدء الرحلة، فقد كادوا يدخلون السجن بسبب التصوير، وبعد ذلك انقلبت بهم الحافلة وكادوا يفقدون حياتهم، لكن الله حفظهم. وانتظر فريق نسور الخليج ست ساعات بعد الحادث لحين وصول حافلة أخرى ركبوا على ظهرها واتجهوا إلى الأردن. في الأسبوع المقبل نتحدث عن أحداث مثيرة أخرى تعرض لها الرحالة الكويتيون الأربعة في عام 1966.