في مسعى جدي لتهدئة التوتر الآخذ في التمدد وفك العقدة الأوكرانية مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الليلة الماضية للمرة الثانية في أقل من شهر، في حين ناقش وزير خارجيته أنتوني بلينكن مع نظرائه الفرنسي جان إيف لودريان، والألمانية أنالينا بربوك، والبريطانية إليزابيث تروس، ردع الغزو المحتمل.

وقبل ساعات من المحادثة الهاتفية المفاجئة، التي جاءت بمبادرة منه، أبلغ بوتين، في برقية تهنئة بمناسبة رأس السنة، أنه «مقتنع» بإمكانية إقامة حوار «فعال» مع بايدن مبني على الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح القومية، مشدداً على أنهما «يحملان قدراً خاصاً من المسؤولية عن الحفاظ على الاستقرار الدولي والإقليمي، وبإمكانهما ومن واجبهما التعامل على نحو بناء، وتوحيد مساعيهما في مواجهة التحديات والتهديدات المتعددة للبشرية».

Ad

وفي حين تحدث الكرملين عن مساعٍ لتسوية الخلافات عبر الحوار، أعلن البيت الأبيض أن بايدن سيعرض على بوتين «مساراً دبلوماسياً لخفض التوتر، والخروج من الأزمة، وإعادة القوات الروسية إلى مناطق تدريبها العادية»، مؤكداً أيضاً أنه «مستعدّ للردّ في حال شنّ غزواً جديداً لأوكرانيا».

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «مسار المفاوضات وحده يمكنه تسوية المشكلات الآنية الكثيرة القائمة بيننا»، مشيراً إلى أن المكالمة جاءت بمبادرة من بوتين قبل المفاوضات الأميركية- الروسية المقررة في 10 يناير بجنيف لمناقشة مقترحاته لعدم توسع حلف الناتو في شرق أوروبا، أو إقامة قواعد في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، ومنع انضمامها إليه، خصوصاً أوكرانيا وجورجيا.

ومع تعهد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف باتخاذ «توجه متشدد» خلال ترؤسه وفد بلاده في محادثات جنيف مع كل من الولايات المتحدة و«الناتو» ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، طمأن نظيره الأميركي، أمس الأول، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بدعم إدارته الكامل في مواجهة روسيا، كما نسق بشكل منفصل مع لودريان وبربوك وتروس «ردع أي عدوان محتمل وفرض عواقب هائلة وتكاليف باهظة على روسيا في حال أقدمت على خطوات مماثلة».

وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن أجندة المباحثات تشمل مناقشة مسودتي الاتفاقيتين الأمنيتين الأساسيتين، وأن الوفد الروسي سيطلب من واشنطن ضمانات أمنية قانونية ثابتة، وخصوصاً وقف تمدد «الناتو» شرقاً، وعدم نشر أسلحة تهدد روسيا قرب حدودها.

وكتبت وزيرة الخارجية البريطانية، في تغريدة، أنها ناقشت مع وزراء خارجية أميركا وفرنسا وألمانيا «ردع العدوان الروسي ضد أوكرانيا، والمخاوف بشأن برنامج إيران النووي، والتضامن مع ليتوانيا في مواجهة ضغوطات الصين».

ووسط توتر شديد فاقمه إبقاء حاملة الطائرات هاري ترومان في البحر المتوسط، في خطوة اعتبرتها روسيا تهديداً مباشراً، كشف المتحدث باسم القيادة الأميركية في أوروبا روس ولفكيل أمس عن تحليق طائرة لسلاح الجو من طراز E-8C للمرة الأولى الاثنين الماضي على مشارف منطقة دونباس الانفصالية شرق أوكرانيا في مهمة استطلاع سرية، مشيراً إلى مهام روتينية أخرى بمنطقة البحر الأسود لدعم أهداف استخباراتية.