في ظل تزايد التشرذم السياسي الداخلي والضغوط الدولية على السلطات الانتقالية الخاضعة لهيمنة العسكريين، خرج آلاف السودانيين، أمس، باحتجاجات ضخمة أطلق عليها "مواكب الصدمة" للمطالبة بتنحي الجيش وإدانة العنف الدموي الذي تعرضت له احتجاجات الخميس الماضي، مما تسبب في إغلاق العاصمة الخرطوم وأربك اتفاق رئيس مجلس السيادة الجديد الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس الحكومة عبدالله حمدوك المتعلق باستكمال المرحلة الانتقالية المبرم في نوفمبر الماضي.

وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل لتفريق آلاف المتظاهرين الذين خرجوا في الخرطوم، للمطالبة بـ "حكم مدني".

Ad

وقامت السلطات الأمنية بإغلاق طرقاً بمحيط القيادة العامة للجيش والقصر الجمهوري في العاصمة، ونشرت تعزيزات أمنية لصد الاحتجاجات الحاشدة ضد اتفاق البرهان وحمدوك، الذي أعقب قيام الأول، في 25 أكتوبر الماضي، بحلّ مجلسي السيادة والوزراء وإزاحة المكون المدني من السلطة التي شكلت لإدارة مرحلة ما بعد عزل الرئيس السابق عمر البشير عام 2019. وتمكنت المواكب الحاشدة من الوصول إلى محيط القصر الجمهوري.

ورفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها، "الشعب أقوى والردة مستحيلة"، و"حرية، سلام، وعدالة"، و"لا تفاوض، لا شراكة، ولا مساومة"، و"نعم للحكم المدني الديموقراطي".

ورغم قطع السلطات خدمات الإنترنت والاتصالات بهدف التعتيم على التظاهرات المتواصلة منذ "انقلاب أكتوبر"، تمكن بعض الأشخاص من نشر صور على وسائل التواصل تظهر احتجاجات في عدة مدن أخرى، بما في ذلك الدمازين وبورتسودان.

وجاءت الاحتجاجات استجابة لدعوة من "تجمّع المهنيين"، و"لجان المقاومة" "لجعل عام 2022 عاما للمقاومة المستمرة وتسليم السلطة كاملة إلى المدنيين".

وفي وقت سابق، حذّر البرهان من محاولة اختلاق فتنة بين مكونات الشعب السوداني. ودعا إلى معالجة الأزمة الراهنة بالبلاد عبر "الحوار والتوافق للخروج برؤية موحدة وتسريع تشكيل حكومة التكنوقراط".

وتعهد البرهان بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وحماية بلاده من الانزلاق نحو الفوضى والخراب. وقال: "نجدد تأكيدنا على التمسك بحماية البلاد من الانزلاق نحو الفوضى والخراب، والعمل الجاد للحفاظ علـى نجاح الفتـرة الانتقالية واستكمال مهامها ومواصلة مسيرة السلام".

فيما تعهد بـ "بناء كل مؤسسات الحكم الانتقالي وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في وقتها المُحدد يفوّض فيها الشعب السوداني مَن يختاره لحكم البلاد". جاء ذلك خلال كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الـ66 لاستقلال البلاد، وفق بيان لمجلس السيادة.

إلى ذلك، شكَّل حاكم إقليم دارفور غرب السودان، مني أركو مناوي، لجنة تحقيق لكشف ملابسات التخريب والنهب التي طالت مقر بعثة "يوناميد"، ومخازن برنامج الغذاء العالمي بمدينة الفاشر الأسبوع الماضي.