تولّت فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي للأشهر الستة المقبلة وسط ظروف صعبة، في وقت سارع اليمين الفرنسي المتطرّف إلى الاحتجاج على رفع علم الاتحاد تحت "قوس النصر" في العاصمة باريس.

وعند منتصف ليل السبت، تسلمت فرنسا الرئاسة من سلوفينيا التي كانت ترأس المجلس الأوروبي منذ الأول من يوليو، على أن تسلمها في النصف الثاني من السنة إلى تشيكيا.

Ad

وتتولى فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي مع برنامج طموح لأوروبا "قوية" و"ذات سيادة"، قد يتأثر بفورة الإصابات الجديدة بـ"كورونا" والانتخابات الرئاسية في أبريل.

وهذه المرة الثالثة عشرة التي تتولى فيها فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي منذ عام 1958 والأولى منذ 2008.

وفي خطوة ترمز إلى الرئاسة الفرنسية للتكتل، أضيء "برج إيفل" وقصر الإليزيه باللون الأزرق الأوروبي.

كذلك، ستضاء عشرات المعالم الرمزية الأخرى في كل أنحاء فرنسا خلال الأسبوع الأول من يناير.

لكن رفع العلم الأوروبي تحت "قوس النصر" أثار جدلاً، إذ أعرب المرشحان الرئاسيان من اليمين المتطرف مارين لوبن وإريك زمور عن "غضبهما" إزاء استبدال العلم الفرنسي بعلم الاتحاد الأوروبي "فوق قبر الجندي المجهول".

وقالت لوبن، التي تبدو المنافِسة الأساسية لماكرون في انتخابات الربيع المقبل حسبما تُظهر استطلاعات الرأي، إن "تزيين قوس النصر بألوان الاتحاد الأوروبي فقط من دون وجود للعلم الوطني هو اعتداء حقيقي على هويتنا الوطنية، لأن هذا المعلم يمجد انتصاراتنا العسكرية ويضم قبر الجندي المجهول".

من ناحيته، كتب زمور تغريدة على "تويتر" جاء فيها: "قوس النصر تحت حكم ماكرون: بعد الفصل والتعبئة... الغضب".

بدورها قالت مرشحة حزب الجمهوريين المحافظ للانتخابات الرئاسية فاليري بيكريس: "رئاسة أوروبا نعم، محو الهوية الفرنسية كلا!"

وأمام هذه الغضب، أزالت السلطات، أمس، علم الاتحاد الأوروبي من تحت "قوس النصر".

ووصفت لوبن، التي تعهدت بتقديم شكوى إلى مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية في فرنسا، إزالة العلم بأنه "نصر وطني عظيم"، معبّرة عن أن "التعبئة الجماهيرية" أجبرت ماكرون على التراجع.

غير أن مسؤولاً في الرئاسة قال أمس، إن إزالة العلم قبل الفجر "يتماشى مع الجدول الزمني المقرّر". وحدد ماكرون سقفاً عالياً جداً للرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي.

وكان ماكرون صرح في 9 ديسمبر أنه ينوي العمل من أجل "أوروبا قوية في العالم، ذات سيادة كاملة، حرة في خياراتها وسيدة مصيرها".

لكن الانتخابات الرئاسية في أبريل والتشريعية في يونيو في فرنسا ستؤثر على الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي وتقلص الوقت المتاح لها.

وسيؤثر الانتشار السريع للمتحور "أوميكرون" على برنامج الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي.

وتندد المعارضة باستغلال ماكرون لرئاسة الاتحاد الأوروبي، إذ يرجح أن يترشح لولاية ثانية مع أنه لم يكشف رسمياً عن ذلك بعد.