غرقنا... ولا حياة لمن تنادي

نشر في 03-01-2022
آخر تحديث 03-01-2022 | 00:10
في مشهد مأساوي متكرر، وخلافاً للتصريحات المعلبة من وزارة الأشغال وهيئة الطرق، بأن البلاد مستعدة والمجارير جاهزة لموسم الأمطار، وأن الأمور على خير ما يرام، غرقت الكويت صباح أمس في موجة من الأمطار تسببت في إغلاق عدة طرق، حتى اضطر بعض مرتاديها إلى السباحة للخروج من البحيرات التي أحدثتها المياه تحت جسور الطرق، مما يؤكد أن كل نداءات الإصلاح في الكويت تذهب هباء، وأنه «لا حياة لمن تنادي».

وتسببت موجة الأمطار الغزيرة، التي وصلت معدلاتها إلى 58.61 ملم، في غرق الشوارع ومحاصرة المواطنين والمقيمين بالبحيرات، مما أحدث شللاً لحركة المرور، وأدى إلى إغراق بعض المباني والمدارس والجامعات والمنشآت، في حين بلغ الأمر ذروته في أنفاق طرق الغزالي والجهراء والمنقف، التي أغلقتها الأمطار، مما استدعى تدخل فرق الحرس الوطني التي نجحت، بالتعاون مع قوة الإطفاء العام، في إنقاذ بعض العالقين وسط تلك الأنفاق.

وفي السياق، قال مدير إدارة العلاقات العامة في وزارة الأشغال أحمد الصالح، لـ «الجريدة»، إن المحطات وشبكات الصرف استقبلت خلال فترة قبل الظهر كميات زائدة على المعدل اليومي تتجاوز 200 ألف متر مكعب، مما تسبب في غرق بعض الشوارع والأنفاق، واستوجب الاستعانة بكل جهات لجنة الدفاع المدني لاحتواء الوضع.

اقرأ أيضا

وأضاف الصالح أن كثافة معدلات الأمطار، أمس، أدت إلى إغلاق أنفاق الغزالي، والجهراء، والمنقف، وكان ارتفاع منسوب المياه في بعض المواقع قياسياً بشكل كبير مما حدا بالجهات المعنية إغلاق الشوارع والمناطق التي شهدت غرقاً؛ حرصاً على أرواح الجميع.

وشاركت في الجهود الإنقاذية، أمس، جهات حكومية عدة، في مقدمتها البلدية والحرس الوطني والجيش اللذين عملت آلياتهما على سحب تجمعات المياه في محيط مطار الكويت والأنفاق والمناطق السكنية، إلى جانب إنقاذ المحاصرين من خلال استخدام الزوارق المطاطية، وزوارق الإنقاذ، كما عملت دوريات «الداخلية» على قطع الطرقات الغارقة، وتنظيم حركة المرور.

وبينما أعلنت قوة الإطفاء العام أنها تعاملت مع 120 بلاغاً حتى ظهر أمس، وتمكّن رجال الإطفاء من إنقاذ 130 شخصاً علقوا في مياه الأمطار التي اقتحمت العديد من المنازل والمحال التجارية، خصوصا في مشرف وحولي والري، كشفت إدارة الطوارئ الطبية في وزارة الصحة عن تعاملها مع 128 بلاغاً خلال فترة الذروة من الفجر حتى الساعة الثانية من ظهر أمس، مؤكدة أن أكثر الحالات كانت تعاني مشاكل تنفسية.

الموسى أمام تركة ثقيلة

رغم أن وزارة الأشغال والهيئة العامة للطرق تتحملان بالدرجة الأولى مسؤولية الأضرار الناجمة عن أمطار أمس، فإنه ليس لعاقل أن يُحمِّل وزيرها الجديد علي الموسى، ولو بعض المسؤولية، إذ لم يمضِ على توليه تلك الحقيبة الشائكة سوى أيام معدودة، حتى إنه لم يقسم اليمين الدستورية بعدُ، أمام سمو ولي العهد، كباقي الحكومة.

والحق أن الموسى يحمل على كاهله تركة مثقلة بالأعباء المتراكمة عن وزارات سابقة، وعليه أن يسعى لعلاج تلك التراكمات والنهوض بالوزارة مما هي فيه من سبات عميق، حتى لا تغرق الكويت مرة أخرى بهذه الصورة التي رأيناها.

الطرق والأنفاق المغلقة

• محافظة حولي: طريق الخطابي باتجاه الجهراء، وشارع المخفر «سلوى»، ودوار صادق، ودوار الجامعة الأسترالية، وتقاطع حمد باتجاه الخليج، وشارع المثنى.

• محافظة العاصمة: شارع جمال عبدالناصر مقابل «كي جي إل»، وشارع كندا دراي.

• محافظة الأحمدي: تقاطع العثمان، وجسر المنقف مع الصباحية، والطريق الساحلي باتجاه النادي الساحل، وشارع السناتر، وحمد الزوير.

• محافظة الفروانية: الغزالي نزلة الدائري الخامس، خيطان مدخل ق1، الأفنيوز، ومجمعات الجليب، وعبدالله المبارك ـــ طريق المطار، والعارضية مقابل مستشفى الفروانية، وصباح الناصر طريق «3».

• محافظة مبارك الكبير: مستشفى طيبة، شارع 206، والغوص مقابل 208.

• الطرق السريعة: الخامس قبل «الغزالي» باتجاه السالمية، ومدخل «إيكيا» باتجاه الجهراء الخامس، والغزالي باتجاه ميناء الشويخ، وطريق الفحيحيل السريع يمين صباح السالم، والرابع عند الأفنيوز، والرابع مقابل «البغلي» باتجاه المطار، والرابع من «الغزالي» باتجاه المطار، والرابع مع «المغرب» باتجاه مدينة الكويت، والرابع مع المغرب باتجاه الأحمدي.

• الأنفاق: الغزالي، والمغرب السريع مع الدائري الرابع، وصناعية الجهراء على طريق جاسم الخرافي، وطريق جمال عبدالناصر والمنقف طريق الساحلي ـــ الفحيحيل.

عطلة للطلبة اليوم بالمدارس والجامعات

أعلن وزير التربية وزير التعليم العالي د. علي المضف وقف الدراسة اليوم للطلبة في جميع المدارس الحكومية التي تشمل التعليم العام والديني والتربية الخاصة، إضافة إلى المدارس الخاصة بجميع أنظمتها الدراسية العربية والأجنبية؛ نظرا لحالة الطقس والظروف الجوية التي تمر بها البلاد.

وأضاف المضف، في بيان أمس، أنه تم تأجيل الاختبارات التي كانت مقررة اليوم لطلبة المرحلة المتوسطة والصفين العاشر والحادي عشر، مؤكداً استمرار الدوام لأعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية بجميع المدارس والمناطق التعليمية.

ولفت إلى تعطيل الدراسة الحضورية لجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وأكاديمية الفنون والجامعات الخاصة، على أن تعلن كل جهة عبر موقعها الرسمي الإجراءات الخاصة بها.

● محمد الشرهان وسيد القصاص

back to top