بالتزامن مع إحياء ذكرى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وحليفه العراقي الأوثق أبومهدي المهندس بغارة أميركية على مطار بغداد مطلع عام 2020، تعرّض مطار بغداد أمس لهجوم بطائرات مسيرة مفخخة استهدف قاعدة للقوات الاستشارية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وأفاد التحالف الدولي بأن القاعدة تعرضت لهجوم "بطائرتين مسيرتين مفخختين". وأضاف أن "منظومة سيرام للدفاع الجوي" الأميركية قامت بإسقاطهما، موضحاً أن "الهجوم لم يسفر عن أضرار". وأظهرت صور نشرها التحالف بقايا من الطائرتين كُتب عليها "عمليات ثأر القادة".
ونقلت قناة "السومرية" عن مصدر أمني، أن منظومة الدفاع الجوي "سيرام" تمكنت من إسقاط طائرات مسيرة حاولت استهداف "قاعدة فكتوريا" في مطار بغداد الدولي، وإبعاد طائرتين خارج محيط القاعدة، وغير معلوم مكان سقوطهما.وفي حين لم تتبنَّ أي جهة الهجوم، الذي فتحت السلطات العراقية تحقيقاً فيه، كرر الأمين العام لـ "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي تهديداته للقوات الأميركية. وقال في كلمة أمس: "الثأر للشهداء القادة يكون بإخراج الأميركيين من المنطقة وإنهاء وجود إسرائيل وإكمال طريقهم وتحرير كل أرض العراق"، مضيفاً: "الاعتداء على قاسم سليماني اعتداء علينا والانتقام له حق علينا أيضاً".وغداة اعتباره الأميركيين هدفاً مشروعاً، طالب الأمين العام لـ "كتائب سيد الشهداء" أبوآلاء الولائي أمس الحكومة المقبلة باعتبار يوم اغتيال المهندس وسليماني عطلة رسمية.وإذ شكر محافظي بغداد والبصرة وبابل والمثنى وذي قار والأنبار ونينوى وكركوك وديالى والنجف وكربلاء والديوانية وصلاح الدين وواسط على تعطيل اليوم حداداً على المهندس وسليماني، كتب الولائي، في تغريدة: "الحكومة لم تقرر التعطيل وأحجمت حتى عن ذكر المناسبة، فلا كلام لنا معها، فالضرب بالميت حرام". وتظاهر الآلاف من مناصري الحشد في بغداد السبت الماضي للمناسبة، إذ كرر قياديون في "الحشد الشعبي" المطالبات بانسحاب القوات الاميركية.
قطع الطريق
وفي بيان بهذه المناسبة، طالبت الرئاسة أمس بضرورة رص الصف الوطني والتكاتف من أجل الحفاظ على السلم المجتمعي وقطع الطريق أمام محاولات بقايا الإرهاب العبث بأمن العراق واستقراره.وقالت الرئاسة: "نستذكر بإجلال الوقفة الشجاعة للبطلين وتصديهما في ظروف عصيبة ومنذ الساعات الأولى لأعتى هجمة وحشية جسدها داعش بخططه الخبيثة، باذلين روحهما الزكية الغالية لحماية أرض المقدسات من دنس الإرهابيين الظلاميين".وأضافت: "شعوب وبلدان المنطقة لا تزال تواجه تحديات جمة مشتركة، تستوجب العمل على نزع فتيل الأزمات القائمة ومنع التصعيد وتخفيف التوترات والانتصار للغة الحوار والتلاقي، والانطلاق نحو أطر تعاون تسودها الثقة وتأخذ في الاعتبار المصالح المشتركة لشعوب المنطقة التي عانت ويلات الحروب والنزاعات عقودا طويلة، وحان الوقت أن تنتهي".سیاسياً، يعتزم وفدان؛ أحدهما من التيار الصدري، والآخر من المكون السني، زيارة مدينة أربيل للقاء زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، تزامناً مع عقد الحزبين الكرديين الرئيسيين، "الديموقراطي" والاتحاد الوطني" اجتماعاً أمس للاتفاق على مرشح رئاسة الجمهورية، والمناصب التنفيذية في الحكومة الاتحادية الجديدة.وفي حين كشف مصدر في مقر الزعيم الصدري مقتدى الصدر في الحنانة عن ارتفاع مقاعد الأخير إلى أكثر من 80 مقعداً برلمانياً، نتيجة التحالفات ليقترب من تشكيل الكتلة الأكبر، يتجه زعيم تحالف "تقدم" محمد الحلبوسي للتنسيق مع هذا التيار لتثبيت مسعاه للفوز برئاسة البرلمان مجدداً، في تحرك قابله منافسه السني تحالف "عزم" بزعامة خميس الخنجر بخطوات مماثلة مع "الإطار التنسيقي" لتحديد "الولاءات".